“عين الحلوة”: تنفيذ وقف النار في عهدة السلاح المتفلّت!
إتُخذ أمس قرار وقف إطلاق النار على أعلى المستويات في مخيم عين الحلوة، لكن إطلاق النار استمر لليوم الثاني في أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان. فكانت حصيلة استمرار المواجهات المسلحة بين حركة «فتح» والناشطين الاسلاميين، ارتفاع عدد القتلى الى 11 شخصاً وإصابة 40 آخرين بجروح، بحسب بيان وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا).
وفي معلومات «نداء الوطن» أنّ تبرير عدم تثبيت وقف إطلاق النار، يعود بحسب مصادر حركة «فتح»، وهي القوة الرئيسية في المخيم، الى تداعيات مصرع قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا اللواء محمد العرموشي «أبو أشرف». وأوضحت هذه المعلومات، أن عناصر تابعة للحركة «لا تزال في حالة انفعال ما جعلها متفلتة». وأعلن لاحقاً عن التوصل في التاسعة مساء الى «هدنة انسانية»، ووقف تبادل النيران بين «فتح» والناشطين الإسلاميين.
وبحسب المعلومات، فإنه من المنتظر ان تعقد اليوم «هيئة العمل الفلسطيني المشترك» اجتماعاً من أجل تأليف لجنة تحقيق تضم مختلف الأطراف الرئيسية في المخيم. وتستعد «فتح» لتقديم الأدلة حول مرتكبي اغتيال اللواء العرموشي الى اللجنة، وهي تضم أشرطة من كاميرات المراقبة التي سجلت اغتيال العرموشي و4 من مرافقيه في مرأب للسيارات في المخيم أول من أمس. ويدعى هذا المرأب «موقف مدارس – ابو علول». وفي حال مضت اللجنة في عملها حتى النهاية، يفترض تسليم المتهمين الى أجهزة الأمن اللبنانية كي تحقق معهم وتتخذ الاجراءات القانونية في حقهم، علماً أن الأوساط الفلسطينية المعنية، تشير الى صعوبات تواجه إعادة الهدوء الى المخيم ما دامت القاعدة المعتمدة هي «الأمن بالتراضي».
وفي انتظار معرفة ما ستؤول اليه الأمور في المخيم، كان الاجتماع الموسع اللبناني الفلسطيني الذي عقد في مقر «التنظيم الشعبي الناصري» في صيدا حاسماً في توجيه دفة الأحداث نحو وقف النار. كما عيّنت قيادة «فتح» العميد «أبو أياد» شعلان قائداً للأمن الوطني في منطقة صيدا خلفاً للواء العرموشي.
في المقابل، أبلغ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مجلس الوزراء أمس «أنّ هناك وقفاً جدياً لإطلاق النار في مخيم عين الحلوة، لكن أطرافاً من خارج الاتفاق تخرقه باستمرار». وقال:»لا نقبل استخدام الساحة اللبنانية لتصفية الحسابات الخارجية على حساب لبنان واللبنانيين، وبشكل خاص أبناء صيدا».
وفي رام الله، أوردت «وكالة الانباء الفلسطينية» (وفا)، أنّ مصدراً فلسطينياً مسؤولاً، نفى مساءً «ما تم تداوله، في الساعات الأخيرة، حول زيارة رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج لبنان، وعلاقة ذلك بما يجري من أحداث مؤسفة في مخيم عين الحلوة». وقال «إن ما تناولته وسائل إعلام لبنانية حول زيارة اللواء فرج، مجرد أخبار مفبركة وتحليلات لا تمت للحقيقة بأي صلة ولا تراعي قواعد المهنية والموضوعية في العمل الصحافي، وإنها مجرد محاولة لزج المخيمات الفلسطينية في حسابات سياسية داخلية، كما أنّ الهدف منها افتعال الخلافات بين الفلسطينيين لتلقي بظلالها على دعوة الرئيس محمود عباس الأمناء العامين للقوى السياسية للاجتماع في مصر».