مطالب دولية بنزع سلاح حزب الله مقابل المساعدات

جاء في “الأنباء الكويتية”:
حوّلت إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان الذي دخل حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني الماضي، إلى اتفاق «وقف عمليات حربية من جانب واحد» هو ««حزب الله»، بعد توسيعها لائحة خروقاتها للاتفاق وعدم احترام بنوده، خصوصا لجهة عدم انسحابها من لبنان.
وتعدت إسرائيل مرحلة الخروقات، وشارفت الهجمات التي شنتها طائراتها الحربية شمالي نهر الليطاني وجنوبه بلوغ مرحلة تصح تسميتها بـ «أقل من حرب».
ضربات في الجنوب والبقاع وبين الحدود اللبنانية – السورية شرقا، وتنفيذ عمليات اغتيال، ومنع السكان من العودة إلى القرى والبلدات في الحافة الحدودية الأمامية، مع تهديد بإمكانية استهداف الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت في أي وقت.. هكذا فرضت إسرائيل أمرا واقعا على لبنان، قد يصل إلى تعديل اتفاقية الهدنة الموقعة بينهما عام 1949، وتكريس منطقة عازلة تمتد من الناقورة ساحلا حتى البقاع عند سفوح جبل الشيخ.
أمور تلقي بثقلها على الحكومة اللبنانية، التي تتعرض للمطالبة من قبل الدول الراغبة في مساعدة لبنان، بنزع سلاح «حزب الله» بالكامل، كممر إلزامي لنيل لبنان مساعدات.
وما الكلام عن إصلاحات مطلوبة من قبل الحكومة اللبنانية سوى تجميل لطلب نزع سلاح «الحزب»، الأمر الذي يصفه نائب يعمل على تأمين التواصل بين السفارة الأميركية في لبنان ومرجعيات سياسية بـ «الصعب جدا، والمتعذر تنفيذه في هكذا ظروف..».
في الشق السياسي الداخلي، نشطت الاتصالات في الساعات الماضية لتضييق الهوة حول التعيينات الأمنية والعسكرية، بحيث يمكن أن يتم الاتفاق خلال الأيام المقبلة بعدما أصبحت الأسماء محصورة بعدد قليل لجهة من ستسند إليه كل من المديرية العامة للأمن العام والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، بعدما حسم أمر قيادة الجيش وأمن الدولة بغياب أي اعتراض على توجه رئيس الجمهورية لتعيين العميد رودولف هيكل قائدا للجيش، وممثل لبنان في لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار في الجنوب العميد إدكار لواندس لأمن الدولة.
وقالت مصادر لـ «الأنباء»: «فيما يتعلق بالتعيينات الإدارية، البحث لا يزال جاريا حول وضع آلية ثابتة تتبع، بحيث تكون واحدة في الإدارات كلها، بعدما كانت في السابق تتغير من حكومة إلى أخرى، وبين إدارة وأخرى، وبالتالي المطلوب اعتماد آلية واحدة تؤمن إيصال الكفاءة إلى المواقع العامة دون مسايرة أو محسوبيات. ويبقى موضوع تعيين حاكم مصرف لبنان الذي يخضع لاعتبارات خاصة. فالمطلوب بالإضافة إلى الخبرة والتجربة، الثقة بشخص الحاكم الجديد داخليا وخارجيا، لإعادة انتظام القطاع المصرفي الذي يشكل عصب الاقتصاد، ومن دونه لا يمكن إعادة النهوض».
جنوبا، عاشت مناطق جنوب الليطاني وشماله أوقاتا عصيبة من العدوان والغارات الإسرائيلية التي بلغت 26 غارة وطالت نحو 10 بلدات جنوبية، وهذا أوسع هجوم إسرائيلي منذ الاتفاق على وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني الماضي. وفيما كرر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس ووزير المال بتسلئيل سموتريش التهديدات، واعتبار ان الغارات استهدفت بنى تحتية وتحركات لـ «حزب الله» وصفها بأنها تشكل خرقا للتفاهمات القائمة، قالت مصادر أمنية لبنانية لـ «الأنباء»: «أرادت إسرائيل استغلال الطقس الماطر وتعذر الطلعات الجوية للمسيرات التي تسيطر على الأجواء الجنوبية يوميا في الليل والنهار، للإيحاء بأن حزب الله يستغل غياب المسيرات لتحريك وحداته العسكرية، وإعادة تركيز بنيته التحتية (العسكرية)».