مبادرة رئاسية جديدة
كتبت زينة طبارة في “الانباء الكويتية”:
إعتبر النائب شربل مسعد في حديث إلى «الأنباء»، أنه «مهما حاول البعض تصوير الاستحقاق الرئاسي على أنه شأن داخلي بامتياز، تبقى إحدى أبرز وأكبر العقد التي تواجهه، ارتباطه مباشرة بالحرب على غزة وفي جنوب لبنان، خصوصا أن أكثر من فريق لبناني يراهن على نتائج هذه الحرب والتسويات المتوقعة، لفرض شروطه ليس فقط على الانتخابات الرئاسية إنما أيضا على سائر المسارات السياسية الداخلية والخارجية».
وأكد مسعد في السياق عينه «ان النيات الصادقة تتجلى بحضور الأفرقاء جميعهم من دون استثناء في مجلس النواب لانتخاب الرئيس اليوم قبل الغد. لبنان ما عاد يحتمل استمرار الشغور في موقع الرئاسة الاولى، خصوصا ان المواقع الأساسية التي من شأنها تنظيم المسار العام للدولة، تتهاوى الواحدة تلوى الأخرى بسبب الشغور الرئاسي. إلا أن الرهانات على التطورات الخارجية والمتغيرات التي ستنتج عنها، تحول وللأسف دون لبننة الاستحقاق وملء الشغور في قصر بعبدا».
وكشف مسعد النقاب عن «مبادرة جدية كاملة متكاملة» سيتقدم بها خلال اليومين المقبلين، في محاولة لاختراق جدار التعطيل وكسر الحواجز أمام الاستحقاق الرئاسي.
وذكر أن المبادرات الداخلية التي سبقت مبادرته بدءا بمبادرة النائب د.غسان سكاف، مرورا بمبادرة كتلة «الاعتدال الوطني» و«اللقاء الديموقراطي»، وصولا إلى مبادرة المعارضة، إضافة إلى جملة المشاورات التي جرت بين الأفرقاء اللبنانيين داخل مجلس النواب وخارجه، «باءت كلها بالفشل وكانت مضيعة للوقت ليس الا، وذلك بسبب إصرار البعض على انتظار ما ستنتهي اليه الأوضاع في غزة وجنوب لبنان».
وقال ردا على سؤال: «ما من عاقل يرفض الحوار كإجراء حضاري بين الشعوب، خصوصا اذا كان عنوانه المكاشفة والمصارحة لتبديد الهواجس. ومن الضروري بالتالي حتى في الحالات العادية التحاور بين متباينين فكريا واستراتيجيا، فكم بالحري بين الأفرقاء اللبنانيين الذين يدركون مخاطر استمرار لبنان بالانهيارات على اختلاف أنواعها وبتداعيات الحرب القائمة والتطورات الاقليمية والدولية؟ لكن في ما خص الاستحقاق الرئاسي فالنص الدستوري صريح وآلية الانتخاب واضحة لا تشوبها رموز وشيفرات، ولا تحتاج لا إلى حوارات رسمية ولا إلى اجتهادات ولا إلى تنجيمات ما ورائية لتطبيقها. ومن غير الجائز بالتالي حشر الاستحقاق الرئاسي في المتناقضات السياسية والمغامرة بالبلاد. من هنا يمكن التأكيد على أمرين لا ثالث لهما، يفضي الأول إلى ان غالبية الأفرقاء اللبنانيين لا تريد رئيسا للجمهورية خلال المرحلة الراهنة. فيما يشير الأمر الثاني إلى أن الاستحقاق الرئاسي تحول بفعل انعدام المسؤولية الوطنية إلى ورقة بيد الخارج، الذي ما ان يعطي الضوء الأخضر حتى يهرول الجميع مسرعين إلى مجلس النواب لانتخاب الرئيس العتيد للبلاد».
وختم مسعد مؤكدا «ان لبنان بمسلميه ومسيحييه خاسر في تعطيل الاستحقاق الرئاسي وغياب رئيس الدولة، الا ان فداحة الخسارة تكمن لدى المسيحيين، خصوصا أن المواقع المارونية في الهرمية اللبنانية على المحك، وعرضة للتجاذبات السياسية. فمن حاكمية مصرف لبنان إلى قيادة الجيش وقريبا جدا إلى رئاسة مجلس القضاء الأعلى، نموذجا حيا للدلالة على فداحة الخسارة. وعليهم بالتالي أيا تكن المتناقضات السياسية فيما بينهم، الاتحاد والتكاتف والتفاهم على إخراج انفسهم ومعهم سائر اللبنانيين والبلاد برمتها من نفق الشغور الرئاسي ومن اللعبتين الإقليمية والدولية، وذلك وفقا للقواعد والأصول الدستورية ليس الا».