لبنان

هوكشتاين يحرّض على جنبلاط وكلمة هامة لبري السبت

29 آب, 2024

كتبت صحيفة “الديار”: أصبح معلوما ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يراوغ بالقبول في اتفاق لوقف اطلاق النار في غزة حتى حصول الانتخابات الرئاسية الاميركية مستفيدا من التناقضات وحاجة الجمهوريين والديمقراطيين للوبي الإسرائيلي واليهودي في أميركا، كما ان كن يريد وقف لاطلاق النار في غزة لا يشن اعنف هجوم على الضفة الغربية في تصعيدٍ خطير ينذر بالخطر الكبير الذي يواجهه الفلسطينيون في فلسطين المحتلة، وهذا يعني استمرار جبهة الاسناد الجنوبية في دعم غزة حتى الوصول الى الاتفاق وقبول المقاومة فيه، وبالتالي فان الجبهة اللبنانية دخلت مرحلة من الاستنزاف السياسي والعسكري بين هبات باردة وساخنة لكنها محكومة بتوازن الردع، ولا يلغي ذلك امكان قيام اسرائيل بعمليات اغتيال رغم استعادة المقاومة قواعد اللعبة والحفاظ على المدنيين، واستبعاد قصف الضاحية في المدى المنظور.

وتشرح مصادر متابعة وموثوق بها سير التطورات السياسية والعسكرية ومأزق المفاوضات، لا بل فشلها في الدوحة والقاهرة والدوران في حلقة مفرغة نتيجة مراوغات نتنياهو واصراره على الحسم العسكري والوصول إلى رئيس المكتب السياسي لحماس يحيى السنوار وقتله، والافراج عن الاسرى بالقوة، فيما هدفه من المفاوضات استكمال مجازره تحت هذا الغطاء، وهل اسرائيل بحاجة الى الوجود على المعابر للمراقبة في ظل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والتعاون الأمني مع مصر والمخابرات العربية والامن الوطني الفلسطيني ؟

وحسب المصادر المتابعة والموثوق بها، حماس تريد اولا وقبل اي شيء اخر، وقفا شاملا و فوريا لاطلاق النار من اجل اراحة أهالي غزة من معاناتهم، وبعدها المفاوضات على الانسحاب الشامل وفك الحصار والبدء بالاعمار، والمعابر، واطلاق الاسرى الاسرائيليين والافراج عن المعتقلين الفلسطينيين، فيما نتنياهو يناور ويضع يوميا شروطا جديدة، واذا تم حل بند معين يأتي في اليوم الثاني ببند تعجيزي جديد بغطاء أميركي شامل لاعطائه المزيد من الوقت للحسم العسكري لدواع انتخابية رئاسية للديموقراطيين.

وحسب المصادر المتابعة للتطورات السياسية والموثوق بها، الكلمة ما زالت للميدان حتى اشعار اخر، والاستنفار العسكري على حاله مع تركيز اسرائيلي على جبهة الشمال نتيجة قوة المقاومة وجهوزيتها ومسيراتها التي لا تغيب يوما واحدا عن سماء فلسطين المحتلة تراقب الكبيرة والصغيرة، وهذا لا يعني غياب المسيرات الاسرائيلية عن الاجواء اللبنانية، بالإضافة إلى الطائرات الاميركية والبريطانية والدولية التي تعمل في خدمة اسرائيل وتقدم لها كل انواع التكنولوجيا المتطورة والذكاء الاصطناعي والبصمات، هذا التطور التكنولوجي ساهم مع بعض الأخطاء التقنية في نجاح بعض الاغتيالات، مع العلم ان هناك العشرات من العمليات الفاشلة التي لم تكشف عنها اسرائيل، ومن بين ٧ الى ٨ محاولات فاشلة كانت هناك عملية اغتيال ناجحة، والعمليات الاخيرة استهدفت اداريين وعسكريين، وليس هناك من خلاف او نقاش بالنسبة الى التفوق الاسرائيلي في المجالات الجوية والبحرية والتكنولوجيا، لكن الميدان اثبت ان جسم المقاومة سليم ومتين ومعافى من اي خروقات بشرية لبنانية او سورية، ولا قدرة للعملاء حتى إذا وجدوا على تنفيذ هكذا عمليات في هذه المستويات، مع العلم ان الجميع يعرف طبيعة الأحداث في سوريا على مساحة ١٦٠ الف كيلومتر والتي كشفت الكثير من الاوضاع مع وجود كل مخابرات الأرض المعادية.

وحسب المصادر نفسها، على الذين يزايدون على المقاومة ان يدركوا، انها تحارب على مدى ١١ شهرا أقوى قوة في الشرق الاوسط، مدعومة من اميركا وبريطانيا واوروبا عسكريا وماليا ومعلوماتيا، واستطاعت المقاومة رغم موازين القوى لمصلحة هذه الدول الصمود والقتال واعتماد تكتيكات اذهلت الخبراء العسكريين، والرد على المسيرة بالمسيرة والصاروخ بالصاروخ، لكنها لا تملك الطائرات الحربية والزوارق البحرية العملاقة بل تملك الإيمان بعدالة القضية، وبهذا الإيمان تقاتل المقاومة مصحوبة بشجاعة القيادة وصلابة قائدها الذي يملك جرأة القرار، ورد على عملية اغتيال القائد فؤاد شكر رغم وصول البوارج الاميركية والتهديدات بالحروب والويل والثبور وعظائم الامور، وعلى هؤلاء ان يدركوا ايضا، ان مسيرات المقاومة وصواريخها وصلت الى كل المواقع العسكرية الاسرائيلية في الشمال وقصفتها بدقة ورصد ت حركة كبار الضباط، وهذا الامر الا يعد تفوقا امنيا للمقاومة في كشف كل هذه المواقع ؟ الا يعد تجنب المدنيين الاسرائيليين من قبل المقاومة عملا اخلاقيا فقد حاليا من القاموس العسكري، وهذا يعود ايضا الى حرص المقاومة على ناسها وأهلها وتجنيبهم القصف الاسرائيلي المضاد، ولم يتجاوز عدد الشهداء المدنيين ال ٥٠ بعد ١١شهرا من القتال، هذا النهج الأخلاقي يمثل مدرسة جديدة في القتال، ونموذجا معاكسا جذريا للاجرام الاسرائيلي في غزة.

الرد المدروس للسيد نصرالله حسب المصادر نفسها، ادخل الارتياح الى كل اللبنانيين الذين اشادوا بحكمته وجرأة قراره المستند الى حماية الناس وعدم توسعة الحرب وتدمير البلد وإغراق اقتصاده بمزيد من المشاكل، وبعد الرد المدروس، شهد البلد مناخات مختلفة وعودة الحياة الى العاصمة والمناطق اللبنانية وانطلاق التحضيرات لبدء العام الدراسي وموسم الشتاء، والسؤال الى الذين ينتقدون حجم الرد ومحدوديته، هل هم يريدون تدمير البلد وانهاكه ؟ هل هم يقدرون مدى العبء الكبير على سيد المقاومة بين اخذ لبنان وسوريا وايران والعراق واليمن الى الحرب الكبرى والشاملة وما تخلفه، وبين الرد المدروس على اكبر قاعدة عسكرية اسرائيلية تشرف على كل المؤسسات الاستراتيجية ؟ وعلى الذين يتحدثون عن محدودية الرد عليهم مطالبة الاسرائيليين بنشر صور حديثة للقاعدة ٨٢٠٠، بدلا من التكتم ومنع نشر الاخبار العسكرية، والجميع يعلم انه عندما ادعت اسرائيل بوجود صواريخ للمقاومة في المطار ومحيطه، نظمت العلاقات الاعلامية في حزب الله جولة للاعلاميين المحليين والغربيين، وتم دحض هذه المعلومات كما نظم الوزير باسيل جولة للديبلوماسيين يومذاك واكتشفوا زيف الادعاءات الاسرائيلية، واذا كانت قاعدة ٨٢٠٠ لم تصب بصواريخ المقاومة، لماذا لا تسمح اسرائيل للصحافيين بدخولها ؟ علما ان مرور المسيرات فوق هذه القاعدة الاستراتيجية هو أكبر انجاز عسكري.

الحملة الغربية على جنبلاط

منذ اللحظات الأولى لإعلان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط مواقفه من المقاومة ودورها في مواجهة اسرائيل، حتى نظمت عليه حملة سياسية واعلامية محلية وعربية ودولية تناولت مواقف الدروز من اسرائيل خلال حرب الجبل، كما كشفت وكالة المخابرات المركزية الاميركية عددا من الوثائق السرية عن جنبلاط والدروز وشيخ عقل الدروز في فلسطين المحتلة المرحوم امين ظريف والشيخ الحالي موفق ظريف، بالاضافة الى تسريبات عن تباينات مع نجله تيمور وقيادات درزية وحزبية تعارض الانفتاح على حزب الله، وحسب مصادر درزية وازنة فان هذه الأخبار غير صحيحة مطلقا وملفقة ولا تمت الى الحقيقة بصلة، وجنبلاط مرتاح جدا الى الالتفاف الدرزي الواسع حول مواقفه من فلسطين وقتال اسرائيل، وهناك توافق درزي شامل على هذه الثوابت، وفي المعلومات ايضا، ان هوكشتاين يقود شخصيا الحملة على جنبلاط بعد ان كان الاجتماع الأخير بين الرجلين غير ودي مطلقا بسبب انتقادات جنبلاط للمواقف الاميركية من الحرب الاسرائيلية على غزة وتفهمه لجبهة الاسناد الجنوبية وهذا ما اثار المندوب الاميركي الذي تبنى وجهة النظر الاسرائيلية عن قصف حزب الله لبلدة مجدل شمس.

كلمة لبري وموعد ١٥ ايلول الاميركي

اللبنانيون والقوى السياسية ينتظرون ماذا ستحمل كلمة الرئيس نبيه بري المتلفزة عند الساعة الثالثة والنصف من بعد ظهر نهار السبت في الذكرى ال ٤٦ لتغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه، والاسئلة كثيرة حول ماذا ستتضمن كلمة رئيس المجلس في ظل التطورات الكبرى في غزة و الجنوب ؟ وهل سيطرح مخرجا معينا للاستحقاق الرئاسي والدعوة مجددا للحوار في المجلس النيابي؟ كلها أسئلة بانتظار السبت كما يقول قياديون في حركة امل.

اما على الصعيد الرئاسي، فتؤكد مصادر عليمة، ان كل ما يحكى عن تحرك جدديد للخماسية ليس دقيقا والتركيز الدولي منصب على الاوضاع العسكرية في الجنوب وغزة، ، لكن المصادر تذكر بكلام هوكشتاين خلال زيارته مطلع الربيع الماضي وما وجهه من نصيحة للقوى السياسية بضرورة انجاز الاستحقاق الرئاسي بين ١٥ تموز و١٥ ايلول، والا فان انجاز الاستحقاق يصبح مستحيلا قبل صيف ٢٠٢٥، لانه بعد منتصف أيلول تدخل الإدارة الأميركية كلها في الانتخابات وتغيب الملفات الخارجية قبل ٥٠ يوما من موعد الانتخابات الرئاسية في ٥ تشرين الثاني، وحدة المنافسة بين المرشحين ترامب وهاريس تجعل الهم الرئاسي في مقدمة الاولويات قبل اي شيء اخر، وبالتالي فان اميركا تدخل «الكوما» بعد ١٥ ايلول، ومن رابع المستحيلات انجاز الرئاسة حينئذ.

المصدر: الديار

شارك الخبر: