جهود التمديد لـ”اليونيفيل” مستمرة
كتب داود رمال في “الانباء الكويتية”:
مع اقتراب موعد التجديد السنوي لقوات الطوارئ الدولية المؤقتة في جنوب لبنان «اليونيفيل»، تزداد الجهود الديبلوماسية من قبل الدول المعنية، خصوصا فرنسا لضمان استمرار عمل هذه القوات التي تلعب دورا حيويا في حفظ السلام والاستقرار على الحدود الجنوبية للبنان.
وأوضح مصدر ديبلوماسي في بيروت لـ«الأنباء» ان «فرنسا التي تقود القوات الدولية في لبنان منذ فترة طويلة، تواصل لعب دور أساسي في المشاورات الديبلوماسية من أجل ضمان التمديد لقوات اليونيفيل. وتعمل باريس على بناء توافق دولي يفضي إلى تجديد مهام القوات الدولية دون تعديل جوهري على صلاحياتها، مع التركيز على ضرورة دعم هذه القوات بمزيد من الموارد والتجهيزات لضمان فعالية عملياتها على الأرض».
وأشار المصدر إلى انه «في الوقت الذي تبذل فيه فرنسا جهودها الديبلوماسية، تبرز عقبات وشروط تطرح من قبل بعض الأطراف، لاسيما إسرائيل التي تطالب بإدخال تعديلات على مهام القوات الدولية، بما يسمح لها بحرية أكبر في التحرك داخل المناطق الحدودية اللبنانية، وخصوصا فيما يتعلق بمراقبة أنشطة حزب الله. بينما تصر واشنطن على ضرورة تعزيز دور اليونيفيل في تنفيذ قرارات الأمم المتحدة، لاسيما القرار 1701، وتطالب بتشديد الرقابة على الأسلحة في جنوب لبنان».
وكشف المصدر عن ان «المفاوضات الجارية قد تشهد تعديلا طفيفا في مضمون قرار التمديد بالمقارنة مع القرار الذي صدر العام الماضي. والتعديلات المحتملة قد تشمل تعزيز مهام القوات الدولية من خلال منحها صلاحيات أوسع في مراقبة الأنشطة العسكرية غير الشرعية، وضمان عدم استخدام القوة إلا في حالات الضرورة القصوى. في حين ان فرنسا تحاول ضمان أن تظل هذه التعديلات في إطار لا يعرقل عمل اليونيفيل أو يعرض عناصرها للخطر».
وأكد المصدر انه «لا يمكن فصل المفاوضات المتعلقة بالتمديد لقوات اليونيفيل عن التطورات الإقليمية، خصوصا في ضوء حرب غزة المستمرة. فالتصعيد في قطاع غزة واحتمالية توسيع الحرب على جبهة الجنوب اللبناني، قد يلقي بظلاله على مضمون قرار التمديد. وفي هذا السياق، يخشى أن يؤدي توسيع رقعة الصراع ليشمل الجنوب اللبناني إلى تعقيد مهمات اليونيفيل وإعادة النظر في طبيعة انتشارها وصلاحياتها. كما ان بعض الدول المشاركة في القوات الدولية قد تطالب بتعزيز دور اليونيفيل كضامن للاستقرار على الحدود الجنوبية. بينما قد تسعى إسرائيل إلى استغلال هذا الوضع للضغط باتجاه تعديلات تتيح لها حرية أكبر في التعامل مع التهديدات المحتملة من الجنوب اللبناني. الا ان فرنسا، وكجزء من جهودها، تسعى لضمان أن لا تؤثر التطورات الإقليمية سلبا على مهمة اليونيفيل، وأن يبقى التركيز على تنفيذ مهامها وفقا للقرارات الدولية دون تصعيد أو تعديل جوهري يؤثر على التوازن القائم في المنطقة».
وقال المصدر: «لا شك في أن التحديات التي تواجه التمديد لقوات اليونيفيل في جنوب لبنان تتطلب تضافر الجهود الدولية للوصول إلى اتفاق يضمن استمرار مهام هذه القوات، مع الأخذ في الاعتبار التحفظات الإسرائيلية والأميركية، ودون المساس بسيادة لبنان أو تعريض الاستقرار في المنطقة للخطر. والأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مسار هذه المفاوضات ونتائجها على الأرض، خصوصا انها تدار بين أروقة الأمم المتحدة وبعيدا من الاضواء».