معاهد تحتجز بطاقات الامتحان: تحويل الطلاب إلى رهائن!
مع اقتراب موعد الامتحانات الرسمية في التعليم المهني، في 24 حزيران المقبل، بدأت المعاهد الفنية الخاصة باستخدام الطلاب كرهائن، في صراعها مع أهالي الطلاب حول الأقساط. إذ تتمنع عن تسليم الطلاب بطاقات الترشيح للامتحانات، مهددة الطلاب أنه في حال لم يدفع الأهل القسط الثالث سيحرمون من الامتحانات.
استخدام الطلاب كرهائن
قد يكون هذا الأمر مفهوم من المعاهد الفنية غير المرخصة، فهي شبيهة بالمدارس التي تعرف بـ”الدكاكين” التي تستخدم الطلاب دروعاً في الخلافات مع الأهل حول الأقساط. لكن أن يأتي هذا الأمر من معهد CIS الذائع الصيت، والذي لديه أكثر من 12 مركزاً موزعاً في كل لبنان، فهو أمر مستغرب. فقد رفضت إدارة المعهد في فرع النبطية تسليم بطاقات الترشيح للعديد من الطلاب. ويقول أحد أولياء الطلاب، وهو موظف عمومي في أوجيرو، أنه طلب من الإدارة توقيع طلب خطي بالدفع لإبنيه الإثنين (الأول يدرس معلوماتية والآخر تربية بدنية) وتسديد القسط عندما تفرج أوجيرو عن المنح المدرسية. لكن الإدارة رفضت الأمر وحجزت بطاقات الترشيح. وصباح اليوم الثلاثاء في 11 حزيران، عادت الإدارة وأبلغت الأهل برسالة تقول فيها: “أهالي الطلاب الكرام، نحيطكم علما بأن آخر يوم لتسلّم طلبات الترشيح هو يوم الخميس 13 حزيران. وسيتم استرداد كافة الطلبات غير المستلمة نهار الجمعة 14 حزيران من قبل الإدارة العامة في بيروت”.
مصادر مطلعة في مديرية التعليم المهني أكدت لـ”المدن” أنه يمنع على أي معهد خاص عن تسليم بطاقات الترشيح للطلاب. فهؤلاء لا شأن لهم في نزاع المعهد مع الأهل. وتضيف المصادر، أنه من حق المعهد المطالبة بالقسط، طالما له نظامه الداخلي. لكن لا يمكن حرمان الطالب من الامتحان. فبطاقة الترشيح ملك الطالب وحق له، ولا يمكن لأي معهد أن يحرم الطالب من الامتحان الرسمي، أو يستخدم هذه الوثيقة الرسمية في النزاع مع الأهل. بل على الإدارة طلب تعهد خطي من الأهل بالدفع ليس أكثر. حتى أن إدارات المعاهد الخاصة تعلم أنه يمكن للطالب تقديم طلب خطي في مصلحة المراقبة والامتحانات في المديرية للحصول على طلب الترشيح، ومن دون منّة من أحد.
التسجيل والامتحانات النهائية
ولا يقتصر الأمر في هذا المعهد على حجز بطاقات الترشيح، بل إن مجموعات الأهل رفعت الصرخة من تصرفات الإدارة معهم حول الامتحانات النهائية والتسجيل للعام المقبل. فالعديد من المياومين الذين توقفت أعمالهم، بسبب الحرب في الجنوب، يدينون الإدارة الرافضة بأن يمتحن الطلاب في الامتحان النهائي قبل تسديد القسط. وقد أرسلت إدارة المعهد رسالة تبلغ الأهل بضرورة دفع الدفعة الثالثة والأخيرة من القسط تحت طائلة عدم تسجيل الطلاب للسنة المقبلة.
ويشرح موظف أوجيرو، أنه سبق وتخلف عن دفع القسط الثاني في نصف السنة بسبب تأخر أوجيرو بدفع المنح المدرسية. فتم طرد أولاده لمدة ثلاثة أيام، رغم أنه توسل المسؤول المالي في المعهد بأن لا يدخل أولاده في النزاع. وحيال تأخر أوجيرو في دفع المنح المدرسية عاد الموظف، واستدان كي يدفع القسط لإعادة أولاده إلى مقاعد الدراسة.
المشكلة عامة لجميع موظفي أوجيرو
مصادر في أوجيرو أكدت لـ”المدن” أن حال الموظفين في النبطية لا يختلف عن كل موظفين أوجيرو في لبنان. فقد بدأوا يتلقون إنذارات من المدارس والجامعات لتسديد القسط، بعد تأخر دفع المنح المدرسية لمدة ثلاثة أشهر. وتشرح المصادر أن جميع الموظفين، الذين يفوق عددهم الألفي موظف في لبنان، ما زالوا ينتظرون المنح المدرسية منذ ثلاثة أشهر من دون نتيجة. ولا بوادر لحل هذه القضية قريباً رغم الوعود المتكررة.
وتضيف المصادر، أن الموظفين أبلغوا مؤخراً أنه تم نقل مبلغ 880 مليار ليرة من احتياطي الموازنة لصالح أوجيرو. وجزء من المبلغ مخصص لدفع المنح المدرسية. وسيعرض هذا الأمر على ديوان المحاسبة ليعود ويسلك مساره إلى وزارة المالية ثم حسابات أوجيرو. لكن لا أحد يعلم متى سيحصل الموظفون على المنح المدرسية. هذا فيما المدارس والجامعات والمعاهد الفنية تطالب بدفع الأقساط من دون مراعاة هذا التأخير الحاصل من الدولة. ودخل مئات الموظفين بنزاع مع إدارات المدارس والجامعات.
وتعبر المصادر عن السخط من تعامل وزارة الاتصالات معهم. فهي غير مكترثة لمئات العائلات، كما لو أن هذا القطاع غير منتج، رغم ملايين الدولارات التي تحصلها أوجيرو من المشتركين. بل ينصب اهتمامها على موظفي شركتي الهاتف الخليوي، الذين يهددون بالإضراب فيحصلون على مطالبهم.