هوكستين “يضبط”… وسيجورنيه “يستطلع”
جاء في “الراي”:
حراكٌ متجدد يعبّر عنه وجود كبير مستشاري الرئيس الأميركي آموس هوكستين في إسرائيل، وزيارة وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه لبيروت حيث يُجْري اليوم محادثات مع كبار المسؤولين قبل أن يكمل جولته التي تشمل أيضاً المملكة العربية السعودية واسرائيل.
وتشير معطياتٌ إلى أن هوكستين، الذي بات الوسيطَ المعتمَد بين لبنان واسرائيل منذ اتفاق الترسيم البحري، يحاول في تل أبيب معاودةَ ضبْط المواجهاتِ مع «حزب الله» تحت سقفٍ قابِل للاحتواء في انتظار تبلور مَخْرَجٍ من النفق المظلم لحرب غزة والذي ما زال مدجَّجاً بألغام خطيرة، وذلك بعدما أوحتْ تطورات الأيام الماضية بأنّ هذه الجبهة باتت في منزلةِ بين:
– ما هو أقلّ من «أيام قتالية» غالباً ما جرى التلويحُ بها كتعويضٍ عن حرب شاملة «ممنوعة حتى إشعار آخر» أميركياً وكمدخلٍ لحلّ «على الحامي» باتت أطره شبه معروفة.
– وما هو أكثر من حرب محدودة، سواء من اسرائيل التي تتعمّق في الجغرافيا كما في مستوى الأهداف البشرية التي تطولها في جسم «حزب الله»، أو من الحزب الذي يرتقي في عملياته كمّاً ونوعاً.
«لزوم ما لا يلزم»
وفي حين تضاربت المعلومات حيال إمكان أن يزور هوكستين بيروت في سياق مهمته التي بدت عاجلة في اسرائيل، فإنّ زيارة سيجورنيه التي كانت بيروت تنتظر وصوله أمس في ثاني محطة له لبنانياً منذ شباط الماضي، بدت وفق عارفين بمثابة «لزوم ما لا يلزم»، رغم أن وزير الخارجية الفرنسية سيرتكز في محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين على ورقة منقّحة عن المقترَح الذي سبق أن قدّمه وتتمحور حول 3 بنود تُنفَّذ على ثلاث مراحل: وقف الأعمال الحربية على الحدود في المدى القريب، إعادة تموضع كل الجماعات بما فيها حزب الله وغيره من المجموعات من دون تحديد المسافة الجغرافية، وتثبيت الحدود بما فيها النقاط المتنازَع عليها وانسحاب اسرائيل من الأراضي المحتلة وحلّ النزاع حول مزارع شبعا.
«مولود ميتاً»
ولم يكن عابراً أن يسمع سيجورنيه و«قبل أن يطرق الباب» الجوابَ من «حزب الله» على لسان الرجل الثاني فيه نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم، الذي أطلق موقفاً لاقى المناخَ الذي سبق أن اعتبر الترتيبات التي تحدثت عنها الورقة الفرنسية في نسختها الأولى بأنها «اسرائيلية» ويرتكز في جانبٍ آخَر على ثابتة أنه «مولود ميتاً» كل طرح يَعتقد أن بالإمكان الفصل بين جبهة الجنوب وغزة، وهو ما أدركه هوكشتاين بواقعيةٍ أفضتْ أيضاً إلى حياكته مسودة اتفاق إطار لمرحلةِ ما بعد انتهاء الحرب أو بلوغ هدنة في القطاع تَفتح الطريق أمام مسارٍ «متعدد الرأس» للتهدئة جنوباً وصولاً لحلّ ممرحل من روحية القرار 1701 ويُفْضي الى استقرارِ أمني وسياسي واقتصادي في لبنان.
فقاسم أعلن «بالفم الملآن» أمس في غمزٍ من مهمة سيجورنيه «أن المبادرات التي يتحدثون عنها لقضية لبنان وجنوبه غير قابلة للحياة إذا لم يكن أساسُها وقف إطلاق النار في غزَّة. أمَّا من يأتي بمبادرة تحت عنوان وقف إطلاق النار في الجنوب إراحةً لإسرائيل لتتمكن أكثر في غزَّة فهذا يعني أنَّه يدعونا إلى المشاركة في دعم العدو الإسرائيلي! ولذا فلتتوقف في غزَّة أولاً وعندها تتوقف في لبنان. أمَّا أن يأتوا إلينا بتهديداتٍ، فهذه التهديدات بأنَّ إسرائيل يمكن أن تهجم عليكم ويمكن أن تقاتلكم، نقول لهم تهديداتكم بإسرائيل تزيدنا قناعة بصوابية مواجهتنا وتصلِّب مواقفنا أكثر، وسنرى من تنفع معه التهديدات هم أو نحن».