الراعي: من له السلطان على بتر رأس الدولة؟
دشّن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي كنيسة مار شربل في اهدن، الذي تبرع بتكاليف تشييدها طوني حميد فرنجيه، وذلك خلال قداس احتفالي، ترأسه البطريرك الراعي.
ولفت الراعي في عظة إلى أنه “يسعدنا ونائبنا البطريركيّ العام على نيابة إهدن-زغرتا المطران جوزف نفّاع، أن نكرّس كنيسة مار شربل هذه ومذبحها على مدخل مدينة إهدن العريقة بإيمانها. هذه الكنيسة هي بجمالها الداخليّ والخارجيّ مع قاعتها الرعائيّة، علامة إيمان كبير من قبل مقدّمها بكلّ ما تحتوي، عقارًا ومجمّعًا، وهو عزيزنا طوني حميد فرنجيّة وزوجته السيّدة فافي منصور يميّن. فإيمانهما وحبّهما للمسيح ولصفيّه القدّيس شربل، حملاهما على هذه المبادرة العظيمة والسخيّة. ونحن من جهتنا نصلّي إلى الله كي يحقّق أمنياته وأمنيات زوجته وعائلته، وأن يفيض عليهم نعمه وبركاته بشفاعة القدّيس شربل”.
وأشار إلى “أننا نذكر بصلاتنا كلّ الذين خطّطوا وعملوا ونفّذوا وتعبوا وتابعوا وسهروا حتى هذا الإنجاز. كافأهم الله جميعهم من كنوز نعمه. ونودّ الإعراب عن تقديرنا للسيّد طوني فرنجيّة على وضع القاعة الرعائيّة على إسم حميّه المرحوم منصور يمّين الذي غاب عنكم إلى بيت الآب منذ حوالي السنة، وهو شقيق المرحوم الخوري أنطون يمّين”.
وقال الراعي: “ها نحن اليوم، أيّها الإهدنيّون الأحبّاء، ننضمّ الى بطاركتكم التسعة واساقفتكم الستة والاربعين وكهنتكم الكثيرين ونسّاكِكُم الستة وعشرين ناسكًا، وناسكتَين، فنسير مع القديس شربل مخلوف في مسيرة تصاعدية غايتها القداسة. بنى اجدادكم في اهدن عبر التاريخ اثنتي عشرة كنيسة تحمل اسماء الشهداء، وخمس كنائس على اسم العذراء مريم، واربع كنائس على اسماء القديسين؛ واليوم تضيفون إليها كنيسة القديس شربل”.
ذكر أنّ “الكنيسة التي يريدها الله في النهاية هي الكنيسة البشريّة التي تؤلّف جسد المسيح السرّي. رأس هذا الجسد هو المسيح، وروحه الروح القدس، وأعضاؤه هم المؤمنون، شريعته المحبّة والحقيقة، وغايته بناء ملكوت الله على أرضنا، أي الإتحاد العاموديّ مع الله، والوحدة الأفقيّة مع جميع الناس”.
واعتبر الراعي أنّ “بتكريسنا الآن كنيسة مار شربل الحجريّة بالميرون، نحن مدعوّون لنفتح قلوبنا ونفوسنا لتكريسها هيكلًا لله، نجدّد به تكريسنا الأوّل بزيت المعموديّة والميرون. فلينعكس جمال كنيسة مار شربل هذه في جمال نفوسنا وقلوبنا، وجماعاتنا المؤمنة التي تلتئم كلّ يوم أحد، يوم الربّ، لتؤلّف جسد المسيح، وقد اعتاد الأباء القدّيسون على تحريض المؤمنين بعدم تمزيق جسد المسيح بغيابهم”.
ولفت إلى أنّه “لم يكتفِ الربّ يسوع بتأسيس الكنيسة على صخرة إيمان بطرس وإيمان المؤمنين، بل منح بطرس وخلفاءه سلطة الولاية بكلّ مضامينها: التشريعيّة والإجرائيّة والقضائيّة والإداريّة”، مشددًا على أنّ “الكنيسة بعنصرها البشريّ مجتمع منظّم فيه سلطة وقانون لا يعلو عليهما أحد من رأس الكنيسة الحبر الأعظم بابا روما إلى آخر مؤمن معمّد. وبذلك هي صورة للدولة ونموذج”.
وذكر الراعي أنّ “في لبنان تُهدم السلطة بعدم انتخاب رئيس للجمهوريّة، على الرغم من وجود مرشّحين إثنين أساسيّين ظهرا في آخر جلسة انتخابيّة. ولسنا نفهم إلى الآن لماذا تمّ تعطيل الدورة التالية الدستوريّة؟ ولماذا لم يعد يدعى المجلس النيابيّ إلى إكمال دوراته؟ فيما المؤسّسات العامّة تتساقط الواحدة تلو الأخرى؟ والشعب يزداد فقرًا وقهرًا؟ وتدبّ الفوضى؟ وتكثر الرؤوس؟ والأزمة الماليّة والإقتصاديّة والتجاريّة تتفاقم؟ ونتساءل لمصلحة من تحتجز رئاسة الجمهوريّة عندنا رهينة؟ ومن يحرّرها؟ ومن له السلطان على بتر رأس الدولة؟ أين الدستور وأين القانون، وأين العدالة؟ فبالنسبة إلينا، فإنّا ندين ونشجب كلّ هذا الإداء والتعطيل والتطاول على الدستور والقانون، والدولة واللعب بمصيرها ومصير شعبها”.