لبنان

بين الدواء الإيراني والهندي وصيدليات “الأونلاين” والمخيمات.. وداعا للقطاع!

11 تموز, 2023

“سوق وفلتانة!”… هكذا يمكن توصيف حالة قطاع الصّيدلة في لبنان الذي يعيش أسوأ أيامه، بعد أن حكمته عصابات السّوق السّوداء التي نبتت من داخل خيم النازحين، لتعود وتتوزع على مختلف المناطق اللّبنانية مستكملةً لمهام بيع الأدوية المزوّرة والمهرّبة، وغير الشّرعية، إذ يكبّدون الدولة خسائر بمئات الملايين من الدولار من دون أي حسيب أو رقيب..

فأين لبنان من أهم وأكثر القطاعات حساسيّة في اقتصاده؟
دواء بـ “المشكّل”

حسب مصادر صحية لـ “ليبانون فايلز”، فإن السوق اللّبناني حاليًا يعجّ بثلاثة أنواع من الأدوية، والتي توازيًا، لا تخضع لأي رقابة أو موافقة من قبل الجهات المعنية، إذ يعمد رؤساء العصابات هذه إلى استيراد الدواء السّوري والإيراني والهندي، ليخزنوها في خيم النّازحين ويبدأون بعملية التّوزيع بشكلٍ مخالفٍ للقانون تمامًا، إذ تؤكّد المصادر على أن عملية التّوزيع نسفت معيار العمل الصّيدلي بشكل فاضح، حيث أن هذه الأدوية من ناحية أولى تدخل إلى البلاد عن طريق “التهريب”، أضف إلى أنّها لا تخضع لأي اختبار من قبل الجهات الصّحية المعنية، والأكثر من ذلك كلّه يتلخص بأن وزارة الصّحة لا تدرج هذه الأدوية ضمن لائحة الأدوية المسموح استخدامها واستعمالها، ما يعني حتمًا تعريض حياة المواطنين والمرضى بشكل مباشر إلى الخطر وحتى إلى الموت.

التهريب المضاد

وبمشهدية “مستفزة” أُخرى، الدواء “اللبناني” المهرّب يقوم “بكزدورة” حسب نقيب الصيادلة في لبنان جو سلوم الذي أكد في احدى تصريحاته أن الدواء اللّبناني الذي تمّ تهريبه خلال الأزمة اللبنانية إلى الخارج خاصةً المدعوم منه يعود مجددًا إلى لبنان عن طريق إعادة إدخاله مرة أخرى بعدما يعجز المهربون عن بيعه في الدول التي هُرّب إليها، إذ يتم إدخاله من جديد إلى الصّيدليات غير الشّرعية التي اجتاحت السوق اللبناني، ونخصُّ بالذكر هنا صيدليات “الأونلاين” التي بدأت تأخذ منحى جديد في لبنان.

وبجولة على مواقع التواصل الإجتماعي يظهر بوضوح حجم الفلتان المريب الذي يتعرض له قطاع الصّيدلة في لبنان، ما يضع الصّيدليات الشرعيّة بمواجهة مع تلك التّي نبتت مؤخّرًأ بطريقة غير شرعيّة، إذ إن الغلبة دائمًا ما تكون لهذه الأخيرة، حيث تدخل بأسعارٍ تنافسية قوية، أضف إلى أن المريض يستطيع أن يحصل عليها بطريقة سهلة من دون أي وصفة طبيب. واللافت أن أصحاب هذه الصيدليات يُجاهرون بأرقامهم علنًا، وكأنهم بموقع التحدي مع الدولة.

شارك الخبر: