“القوات” تردّ: مغالطات كبرى
صدر عن الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية”، البيان الآتي: “ارتكب رئيس تحرير صحيفة “الأخبار” ابراهيم الأمين في مقالته اليوم، بعنوان “أحلام التقسيم 3/1: العودة بالمسيحيين إلى زمن الخوف”، ثلاث مغالطات كبرى دفعتنا إلى توضيح الآتي:
– المغالطة الأولى، تكمن في حديثه عن “المسألة المسيحية”، فيما لا يوجَد أيّ مسألة بالنسبة إلى المسيحيين سوى “المسألة اللبنانية” التي كانوا المساهمين الأبرز في هندستها كمساحة نهائيّة بحدودها الجغرافية وتضمّ مجموعات وأفراد يعيشون في حريّة تحت سقف دولة تجسِّد تعدّدية المجتمع اللبناني بتركيبتها السلطوية.
فكلام الأمين عن “مسألة مسيحية” خطأ، واستهداف المسيحيّين كان هدفه، وما زال، استهداف لبنان كمشروع وطن ودولة، واستهدافهم لم يحصل على قاعدة دينية، إنما انطلاقًا من تمسكهم بالمشروع اللبناني، والدليل أنّ المسيحيّين الممانعين يعيشون في جنّة الممانعة.
– المغالطة الثانية، تكمن في كلامه عن “تعميم منطق الخوف عند المسيحيّين، وإقناعهم بأن عدوًّا حاضرًا يقف على الأبواب”، ولا نلوم الأمين إذا كان يجهل أنّ المسيحي اللبناني محرّر من عقدة الخوف وغير موجودة في قاموسه بسبب تركيبته الجينية التي واجهت عبر التاريخ فصولاً من الاضطهاد والظلم والظلامية، وبالتالي المسيحيّون لا يخافون من شيء، إنما يتعاملون مع الأحداث بواقعيّة لا بخوف، ولا يعتبرون أنّ هناك عدوًّا يتربّص بهم شرًّا، إنما العدو، بعرفهم، هو عدو لكل مَن يريد في لبنان، من المسيحيين والمسلمين، إقامة دولة ومشروع للانسان في وطن الحرية والمساواة والشراكة.
فكلام الأمين عن “الخوف المسيحي” خطأ، وخوفهم هو على اللبنانيين الذين يتنقلّون بسبب محور الممانعة بين السيء والأسوأ”.
– المغالطة الثالثة، تكمن في كلامه عن التقسيم، ولم نسمع أحدًا يتكلّم عن التقسيم، والكلام الذي تتصدّره بعض الجمعيّات والنشطاء يدور حول النظام الاتحادي واللامركزي، إنّما هذا الكلام هو نتيجة لحالة الفشل والانهيار والكارثة التي انزلق إليها البلد، وهل كان من مبرِّر أصلاً لهذا الكلام لو أنّ لبنان ينعم بالاستقرار والازدهار في كنف دولة وسيادة؟
فكلام الأمين عن التقسيم خطأ، وقد يكون هدفه من هذا الكلام المختلق شيطنة مَن يتحدّث عن اللامركزية، وهدفه مكشوف، فيما مَن ينشط تحت العنوان اللامركزي هدفه إخراج اللبنانيّين من عتمة الممانعة والانهيار والفشل الذي يعمّ لبنان من جنوبه إلى شماله، ومن جبله إلى ساحله ومن عاصمته إلى بقاعه، وبالتالي إخراج اللبنانيين من تجربة أساءت إلى صورة لبنان ودوره، إلى تجربة جديدة تعيد إليه تألّقه وتفرده وازدهاره.
وقد فات الأمين وهو يكتب مقالته أنّ الأزمة اللبنانية مستمرة منذ أكثر من خمسة عقود بفضل محوره الممانع الذي يمنع على اللبنانيين حقهم في حياة كريمة في كنف دولة ودستور، وبالتالي من حقهم البديهي التفكير في تركيبة سياسية تحقِّق الفصل بين الانقسام السياسي المتواصل، وبين مصالح الناس التي يجب ألّا تتأثّر بهذا الانقسام على غرار ما حصل وأدّى إلى هجرة الناس من الطوائف جميعها”.