مع اقتراب “الخريف”.. إليكم طرق الوقاية من الاضطراب الموسمي!
مع دخول فصل الخريف واقتراب الشتاء، يعاني الكثير من الأشخاص من هذا الشعور الطاغي بالحزن، تضعف انتاجيتهم، وتنتابهم التقلبات المزاجية، قد يعانون من مشكلات النوم أو اضطرابات الشهية، والبعض يواجه مخاطر قد تصل إلى الأفكار الانتحارية.
ما أسباب الاضطراب الموسمي؟
تُشير بعض الأبحاث إلى أنّ “ضوء الشمس يلعب دورًا مباشرًا في الحفاظ على مستويات هرمون السيروتونين المسؤول عن تنظيم حالتنا المزاجية. في الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب لا يعمل هذا التنظيم بشكل صحيح، ما يؤدي إلى انخفاض مستويات السيروتونين مع تناقص الضوء في الشتاء، وهو ما يتسبَّب في النهاية في زيادة الاكتئاب والقلق. بشكل غير مباشر، يُعتقد أيضًا أنّ “فيتامين د” يُعزِّز انتاج السيروتونين، ونتيجة لانخفاض ضوء النهار في الشتاء يُنتِج الجسم كميات أقل من “فيتامين د”، وهو ما يؤدي إلى تفاقم المشكلة.
تُشير نتائج أخرى إلى أنّ الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب تُنتِج أجسامهم كميّات أكبر من هرمون الميلاتونين، وهو هرمون أساسي للحفاظ على دورة النوم والاستيقاظ الطبيعية، حيث يمكن أن يؤدي الإفراط في انتاج الميلاتونين إلى زيادة النعاس والشعور بالخمول.
ظاهرة قديمة:
يصف كتاب “الإمبراطور الأصفر”، وهو أحد أوائل الكتب الكلاسيكية في الطب الباطني يُعتقد أنّه كُتب قبل نحو 2300 سنة، كيف تؤثِّر الفصول على جميع الكائنات الحية، ويقترح أنّ على المرء خلال فصل الشتاء النوم باكرًا والاستيقاظ مع شروق الشمس، وأن يُبقي على الرغبات والنشاط العقلي هادئين.
تتنوَّع أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي وتتباين درجة شدّتها أيضًا، وقد تشمل شعورك بالاكتئاب في أغلب ساعات النهار إلى حدٍّ ربما يعوقك عن ممارسة الأنشطة اليومية. قد تلاحظ أيضًا تغيّرات واضطرابات في نمط النوم، سواء الشعور بالخمول والنعاس، أو الأرق وعدم القدرة على النوم بانتظام.
في بعض الأحيان تظهر أيضًا اضطرابات الشهية التي تؤثِّر مباشرة على الوزن سواء بالزيادة أو النقصان. وفي بعض الحالات الخطرة قد يتفاقم الأمر ليصل إلى وجود أفكار مُتعلِّقة بالرغبة في الموت أو الانتحار.
كل هذه الأعراض قد تنعكس على حياتك سلبًا، لتزيد من عُزلتك عن الآخرين، وقد تؤثِّر على أدائك في العمل أو الدراسة. في بعض الأحيان يلجأ البعض إلى الإفراط في تناول الكحول أو المواد المخدرة ممّا يفاقم من سوء الحالة.
كيف نتخلّص من حالة الاكتئاب؟
وللتخلص من حالة الاكتئاب الموسمي المصاحب لفصل الخريف، اتبع بعض النصائح وتتلخص في الاهتمام بجودة الطعام: “فيتامين د”، لا تستسلم لحالة الاكتئاب وحاول أن تخرج من العزلة، بقضاء وقت في الهواء الطلق يعني أيضًا امتصاص أشعة الشمس، وقد أظهرت دراسات وجود ارتباط بين نقص فيتامين (د) والمزاج المنخفض.
“أوميجا 3″، تمتلك هذه الأحماض الدهنية تأثيرات قوية مضادة للالتهاب، وأظهرت مراجعة حديثة لـ26 دراسة انخفاض خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 17 في المائة مع زيادة تناول الأسماك.
إنّ وجود كلّ هذه الخيارات للعلاج يمنحك فرصة لاتخاذ الخطوات اللّازمة لحماية نفسك، وإنقاذ شتائك المقبل من الحزن والضباب.