صحة

علاج “التّصلّب اللّويحي” للأغنياء فقط!

27 كانون الثاني, 2024

وكالات

تقرير مارلي دكّاش:

حالةٌ طبية تتميّز بتصلب الأنسجة الرخوة في الجسم، مما يؤثر على الحركة والمرونة الطبيعية، تبدأ بالتلف في الألياف العصبية وتشوه في الغمد العصبي، مما يؤدي إلى فقدان تواصل فعال بين الدماغ والجسم.
“التصلب اللويحي”، مرض مزمن يصيب الناس بشكل مختلف، وهو أكثر الأمراض العصبية المسبِّبة للإعاقة بين الشباب مع ظهور الأعراض بشكل عام بين سن 20 إلى 40 عامًا، ويصيب الإناث أكثر من الذكور، وينتج عن ذلك أعراض متنوعة تتضمن صعوبة في الحركة، وخلل في التوازن، وألم.

علاج التصلب اللويحي يستند عادة إلى إدارة الأعراض من خلال تلقّي العلاج اللازم وممارسة الرياضة وتحسين جودة حياة المريض.

ولكن فقط في لبنان، “كلّ عرس الو قرص”، فإذا كنت تعاني من التصلّب اللويحي أو التصلب المتعدّد، يتغلّب همّ تأمين العلاج على الخوف من الإصابة.

وفي الوقت الذي يواجه لبنان تحديات اقتصادية واجتماعية، يواجه القطاع الصحي في البلاد تحديات كبيرة.
وتأثر القطاع الصحي بشكل كبير بالأزمة المالية في لبنان، مما أثر على توفر التمويل للمستشفيات والمرافق الصحية.

هذا ويواجه القطاع نقصاً في الأدوية والمستلزمات الطبية بسبب صعوبات استيرادها وارتفاع تكلفتها، ولم يسلم مصابو “التّصلّب اللويحي” من تلك الأزمة، بحيث المعانات تتفاقم والحلول تتحجّم.

نقيب الصيادلة الدكتور جو سلّوم أكّد في حديث لموقع “IMLebanon” أنّ تأمين العلاج ضروري في الوقت المناسب لأنّ المرض يتعاظم ويتفشّى فلكلّ مرحلة أدوية معيّنة، مضيفًا: “في حال تقدّمت حالة المريض سوءًا فلا مجال للتحسّن بعد استئناف العلاج”.

وأشار سلّوم إلى أنّ هناك نوعين من الأدوية المدعومة فقط من أصل 20 إلى 30 دواء ما يفاقم الأزمة على المرضى ويمنعهم من تأمين العلاج الكامل، لافتًا إلى أن أسعار الدّواء باهظة وتشكّل عبئًا على معظم المصابين.
وأعلن نقيب الصيادلة أنّ معظم المرضى لا يتلقون العلاج اليوم بسبب كلفته، مشيرًا إلى أن هناك شابًا انتحر منذ قرابة الشهر بسبب إصابته بالشلل اثر تقدّم حالته المرضيّة.

وعن إقرار الدّعم لعلاج التصلب اللويحي، شدّد سلّوم على انّ النقابة لا تملك صلاحيّة التنفيذ فهذا الموضوع مناط بالمجلس النيابي والحكومة ووزارة الصحة لأخذ القرار المناسب بهذا الشأن.

ومن جهةٍ أخرى، تواصلنا مع إحدى المصابين بمرض التصلّب اللويحي (تتحفّظ عن ذكر إسمها) والتي وصفت حال المرضى بالكارثي من ناحية تأمين كلفة العلاج، مشيرةً إلى انّ أسعار الأدوية تتراوح بين 380 و7000 دولار، المبلغ الذي يعجز الجميع عن تأمينه.

وقالت: “التّعب النفسي يهيمن على التّعب الجسدي، لأنّ المرض يؤدّي إلى الشلل إذا لم يلتزم المصاب بالعلاج اللازم، وهذه الفكرة بمفردها تحفّز المريض على تأمين المبلغ المالي لتلقّي العلاج”.

ولفتت إلى ألّا جهة في لبنان اليوم تساعد المرضى مادّيًا أو بتأمين الأدوية بأسعار مدعومة ما يفاقم الأزمة سوءًا.
وأضافت: ” يبقى الحل الوحيد لمن لا يقدر على تأمين العلاج من خارج لبنان الحد من استهلاكه، وتحمّل النتائج على صحته أياً كانت، وهذا يقلل من فاعلية العلاج ويؤدي إلى تراجع حالته وإلى ظهور أعراض كالصعوبة في المشي أو التنميل في الأطراف أو ظهور بقع جديدة في الدماغ ما يؤثر على تطور المرض”.

في بلد يظهر فيه عجز تأمين الأدوية كتحدٍّ ويهدد صحة المواطنين ويتطلب جهوداً جماعية للتغلب على الصعوبات، يبقى الدّعم المعنوي الحلّ الوحيد لمواجهة التحديات الصحيّة في ظلّ غياب الدّعم المادّي.

شارك الخبر: