اقتصاد

روسيا تضع خططاً لخفض صادرات النفط في أغسطس

14 تموز, 2023

من المقرر أن تنخفض صادرات النفط الروسية من الموانئ الغربية بما يتراوح بين 100 ألف و200 ألف برميل يومياً الشهر المقبل، مقارنة مع مستويات يوليو (تموز)، في مؤشر على التزام موسكو بتعهدها بتخفيضات جديدة للإمدادات، تزامناً مع خطوة مماثلة أعلنتها السعودية، حسبما أفاد مصدران مطلعان على خطط التصدير يوم الجمعة.

وتقلص مجموعة «أوبك بلس»، التي تضم بلدان «أوبك» ومنتجين كباراً على رأسهم روسيا، الإمدادات منذ نوفمبر (تشرين الثاني) للحفاظ على استقرار الأسواق ودعم الأسعار. وتعهدت موسكو، هذا الشهر، بخفض الصادرات 500 ألف برميل يومياً في أغسطس (آب)، بينما مددت السعودية تخفيضات الإنتاج البالغة مليون برميل يومياً.

وفيما لم تكشف روسيا عن خط الأساس للخفض، قال محللون ومتعاملون إن من الصعب مراقبة ذلك. لكن وفقاً لمصادر تجارية وبيانات «ريفينيتيف إيكون»، ستزيد تخفيضات أغسطس من تخفيضات الصادرات بين مايو (أيار) ويوليو التي بلغ مجموعها بالفعل 500 ألف برميل يومياً.

ومن المقرر أن تنخفض شحنات النفط في يوليو من الموانئ الغربية، مثل بريمورسك وأوست لوغا في بحر البلطيق ونوفوروسيسك في البحر الأسود، إلى 1.9 مليون برميل يومياً هذا الشهر، مقارنة بـ2.3 مليون برميل يومياً في يونيو (حزيران)، و2.4 مليون برميل يومياً في مايو.

وتصدر روسيا النفط ومنتجاته عبر المحيط الهادئ وخط أنابيب مباشر إلى الصين وعبر موانئها الأوروبية أيضاً. ولم يتسنَّ بعد معرفة خططها للتصدير عبر طرق شرقية.

وقالت 3 مصادر مطلعة لـ«رويترز» إن روسيا أصدرت تعليمات لشركات النفط بتقليص خطط الإمداد للشهر المقبل.

وعقدت سلطات الطاقة الروسية اجتماعاً مع كبار مديري الشركات، في وقت سابق من الأسبوع الجاري، وطالبتهم ببذل المزيد من الجهود لضمان خفض الصادرات في أغسطس.

ولم يرد متحدث باسم نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك المسؤول عن علاقات موسكو مع «أوبك بلس» على طلبات للتعليق.

وقال نوفاك، الخميس، إن الشركات الروسية نفسها ستقرر ما إذا كانت ستخفض إنتاج النفط في أغسطس، لكن مهمة روسيا تتمثل في خفض الإمدادات للأسواق العالمية.

ويقدر مجموع صادرات روسيا من النفط الخام ومنتجاته بما يصل إلى 7 ملايين برميل يومياً، لكن البيانات ما زالت سرية منذ تحركاتها في أوكرانيا.

وقبل إعلان روسيا عن خطط لخفض الإمدادات الخارجية، كانت «أوبك بلس» تدير فقط إنتاج النفط وليس الصادرات.

ولمّح إيغور سيتشين، رئيس شركة «روسنفت»، أكبر منتج للنفط في روسيا، لأول مرة الشهر الماضي، إلى الحاجة لخفض الصادرات وكذلك الإنتاج.

ومن المتوقع أن ترتفع طاقة تكرير النفط الخام الروسية الأولية بنسبة 40 في المائة في أغسطس مقارنة بشهر يوليو، لتصبح التخفيضات الإضافية لصادرات النفط في الشهر المقبل أمراً أشد صعوبة على كثيرين.

وقال متعاملون إنه إذا أرادت روسيا خفض صادرات النفط في أغسطس مقارنة بيوليو، فقد تؤجل الشركات بعض الأعمال المقررة إلى أشهر الخريف لزيادة استهلاك النفط المحلي أو خفض الإنتاج.

برنت فوق 81 دولاراً

في غضون ذلك، حوّم خام برنت القياسي العالمي فوق 81 دولاراً للبرميل يوم الجمعة مع ارتفاع المعنويات بشأن الطلب الأميركي مدعومة باضطراب الإمدادات في ليبيا ونيجيريا.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت وخام غرب تكساس الأميركي الوسيط للجلسة الثالثة على التوالي في التعاملات الآسيوية المبكرة يوم الجمعة، وكانت في طريقها لتحقيق مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي لأول مرة منذ أبريل (نيسان).

ويوم الخميس، أغلق عدد من حقول النفط في ليبيا في احتجاج قبيلة محلية على اختطاف وزير سابق. وعلى نحو منفصل، أوقفت شركة «شل» شحنات النفط الخام النيجيري بسبب تسرب محتمل في محطة.

وقال تاماس فارغا، المحلل في «بي في إم»، إن تعطل الإمدادات في ليبيا يوقف ما يقدر بنحو 370 ألف برميل يومياً، في حين تقدر الخسارة من توقف شحنات النفط الخام النيجيري بنحو 225 ألف برميل يومياً.

ولم يطرأ تغيير على العقود الآجلة لخام برنت أو العقود الآجلة لخام غرب تكساس بحلول الساعة 0809 بتوقيت غرينتش. وجرى تداول العقود الآجلة لخام برنت عند 81.36 دولار للبرميل، والعقود الآجلة لخام غرب تكساس عند 76.89 دولار للبرميل.

وتلقت الأسعار مزيداً من الدعم من تقارير أصدرتها وكالة الطاقة الدولية ومنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) الخميس، توقعت أن يرتفع الطلب على النفط في النصف الثاني من العام، لا سيما في الصين، رغم الظروف غير المواتية للاقتصاد الكلي.

كما منح تراجع التضخم في الولايات المتحدة الأسواق الأمل في أن يكون مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أقرب إلى إنهاء أسرع دورة تشديد نقدي منذ الثمانينات.

شارك الخبر: