السنوار في “مرمى النيران”.. ماذا قيل عن دوره الجديد وعلاقته بإيران؟
نشر موقع “24.ae” تقريراً تحت عنوان “يحيى السنوار في مرمى النيران”، وجاء فيه:
غالباً ما كان هناك تداخل بين الحرب والخطيئة، ويبدو أنهما، في حالة يحيى السنوار، قد اندمجا معاً في قوة يمكن أن تزيد زعزعة استقرار الشرق الأوسط.
ارتقى السنوار إلى منصب الزعيم السياسي بعد اغتيال سلفه إسماعيل هنية على يد إسرائيل في طهران. لهذا الترقي آثار كبيرة على الصراع بين حماس وإسرائيل، وعلى المشهد الجيوسياسي الأوسع، حسب مارك توث، المتخصص في الأمن القومي والسياسة الخارجية الأميركية، وجوناثان سويت، العميد الأمريكي المتقاعد الذي عمل ضابط استخبارات عسكرية 30 عاماً .
صعود السنوار
مهد مقتل إسماعيل هنية، وهو شخصية رئيسية في حماس والمعروف بعملياته ضد إسرائيل، الطريق أمام يحيى السنوار للسيطرة على العمليات السياسية للجماعة.
وشغل السنوار في السابق منصباً عسكرياً فيها، ويتولى الآن قيادة الجناحين العسكري والسياسي لحماس، ما يشير إلى استراتيجية موحدة وربما أكثر عدوانية ضد إسرائيل.
ويأتي هذا التحول في القيادة وسط تكهنات بأن خالد مشعل، الرئيس السابق للمكتب السياسي لحماس، قد يستأنف دوره، لكن السنوار استخدم حق النقض ضد هذه الخطوة.
وعَدَّ الكاتبان في مقال مشترك بموقع “ذا هيل” للكونغرس الأميركي، قرار ترقية السنوار، رسالة إلى إسرائيل مفادها أن حماس مستعدة لتكثيف جهودها العسكرية. كذلك، يسلط الضوء على التحديات الداخلية المحتملة التي تواجه حماس، حيث تشير التقارير إلى أن قوات السنوار في غزة تخضع لاستنزاف سريع.
ومن خلال وضع السنوار في موقع القوة، ربما تحاول حماس إخفاء نقاط ضعفها العسكرية وإجبار إسرائيل، جنباً إلى جنب مع وسطائها المصريين والأميركيين، على التفاوض مباشرة مع السنوار.
النفوذ الإيراني
وقال الكاتبان إنه “قد يكون للصعود غير المتوقع للسنوار آثار أعمق على إيران”، وأضافا: “تسبب اغتيال هنية في طهران يوم تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في حرج كبير لإيران. كذلك، يتكهن البعض بأن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ربما اختار دعم السنوار وسيلة للانتقام من إسرائيل، وتعزيز نفوذ إيران في المنطقة. مع هذا، ينظر وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إلى هذا التطور على أنه جزء من استراتيجية إيرانية أوسع لتوسيع الصراع واحتمال السيطرة على الضفة الغربية من خلال حماس”.
وتحتفظ حركة “فتح” بقيادة محمود عباس بالسيطرة على الضفة الغربية، لكن نفوذ حماس مستمر في النمو. وفي محاولة لتعزيز موقف فتح، سافر عباس إلى بكين لتوقيع “شراكة استراتيجية” مع الصين.
واعتُبرت الخطوة بمنزلة رد على نفوذ حماس المتزايد، حيث توسطت الصين في صفقة شملت 12 فصيلاً فلسطينياً آخر. كذلك، تؤكد رحلة عباس اللاحقة إلى موسكو في منتصف آب على الديناميكيات المعقدة على الأرض،حيث يسعى إلى التنقل بين نفوذ إيران والصين في الشؤون الفلسطينية.
دور القوى العالمية
وأضاف الكاتبان أن روسيا والصين لاعبان رئيسيان في الدراما الفلسطينية. سافر سيرغي شويغو، سكرتير مجلس الأمن الروسي الجديد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى طهران للقاء مسؤولين إيرانيين، حيث تسعى موسكو إلى صرف الانتباه عن صراعها المستمر في أوكرانيا، مع الحفاظ على علاقة استراتيجية مع إيران.
ومع ذلك، فإن روسيا حذرة من التورط في حرب بين إسرائيل وإيران، مفضلة الإبقاء على تدفق الطائرات دون طيار الإيرانية إلى روسيا دون تفاقم التوترات في الشرق الأوسط.
ويقال إن بوتين نصح خامنئي بتفادي الرد بقوة على اغتيال هنية، مؤكداً الحاجة إلى ضبط النفس لتجنب صراع أوسع نطاقاً. وعملياً، يشير هذا إلى أن موسكو، رغم تحالفها مع إيران، تتشبث بالحذر من زعزعة استقرار المنطقة بشكل أكبر. وقد يكون تعزيز مكانة السنوار جزءاً من استراتيجية مؤقتة لروسيا وإيران للحفاظ على الصراع محلياً في غزة ولبنان مع تعزيز طموحات إيران النووية.
موقف السنوار
وعن يحيى السنوار، يقول الكاتبان، إن من المرجح أن يكون البقاء الشخصي والحفاظ على حماس في طليعة أجندته، وتابعا: “إن صعود السنوار إلى السلطة يضعه على رأس قائمة أهداف الموساد، ولكنه يضعه أيضاً شخصية مركزية في شبكة معقدة من السياسة الإقليمية”.
واعتبر الكاتبان أن “تحالف السنوار مع إيران، جنباً إلى جنب مع دعم القوى الإقليمية الأخرى، يسمح له بالحفاظ على قبضة هشة على السلطة أثناء التنقل بين الولاءات والاستراتيجيات المتغيرة للاعبين العالميين”.
ولفت الكاتبان النظر إلى أن “الشرق الأوسط يظل منطقة متقلبة وغير متوقعة، حيث يمكن أن تتغير التحالفات بسرعة. وتؤكد الديناميكيات التي تضم السنوار، وإيران، وروسيا، والصين، العلاقات المعقدة والمتناقضة في كثير من الأحيان والتي تحدد سياسة المنطقة”.
ومع تعزيز السنوار لسلطته، أصبح شخصية محورية في السرد الأوسع للسياسة في الشرق الأوسط، حيث يستمر التفاعل بين القوى الإقليمية والعالمية، في تشكيل مستقبل الصراع. ومع استجابة إسرائيل وحلفائها لهذا الواقع الجديد، فإن احتمالات مزيد من التصعيد وتورط القوى العالمية الكبرى تلوح في الأفق، ما يؤكد هشاشة وتعقيد الوضع، بحسب ما يقول الكاتبان. (24)