الجنرال الأميركي فوتيل: هذه حدود تدخل واشنطن في صراع إيران وإسرائيل
رأى جوزيف فوتيل، قائد القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) سابقاً، أن منطقة الشرق الأوسط تترقب الرد الإيراني الذي سيرفع وتيرة الصراع مع إسرائيل دون نشوب حرب شاملة، مرجحاً تكرار سيناريو الهجمات السابقة بين الجانبين، نظراً للقدرات العسكرية التي تمتلكها طهران، والتي “لا تسمح لها بخوض صراع مفتوح عبر المواجهة المباشرة مع الجيش الإسرائيلي”.
واعتبر فوتيل، الذي حل ضيفاً على برنامج “دائرة الشرق”، أن تقييم التصعيد الحاصل بين طهران وتل أبيب في المنطقة، يتراوح بين 8 إلى 10 على معيار درجات الخطورة، مشيراً إلى أن “المنطقة على حافة الحرب”. وأضاف: “لا نزال إلى الآن ننتظر ونترقب الرد الإيراني، ونتوقع أن يخلف ذلك المزيد من الردود العسكرية المتبادلة بين الجانببين، وبالتالي إشتعال صراع أكبر في المنطقة”.
واعتبر الجنرال الأميركي، أن الرد الإيراني على اغتيال رئيس مكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، سيكون بالتنسيق مع وكلاء طهران في المنطقة، وقال: “إيران أخبرت العالم بأنها سترد على حادث الاغتيال بقوة، وسيكون الرد بالتنسيق مع وكلائها بالمنطقة، الذين يعلمون على استهداف مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل، لذلك يتعين علينا أن نستعد لهذا الرد”.
وتوقع القائد السابق للقيادة المركزية الأميركية، أن الرد الإيراني سيكون بالتنسيق مع حزب الله في لبنان، بالإضافة إلى جماعة الحوثي في اليمن، ومن الممكن أن يشمل أيضاً حركة “حماس”.
وعن مخاوف واشنطن من الرد الإيراني المحتمل، قال فوتيل: “نخشى أن تقرر إيران تجاوز استهداف الأهداف العسكرية إلى استهداف البنية التحتية الإسرائيلية، وكذلك المراكز التي يقطنها المدنيون، وأن تتسبب هذه العمليات العسكرية في إسقاط ضحايا بين المدنيين الإسرائيليين في المنطقة”، لافتاً إلى أن “هذا سيؤدي إلى موقف أسوأ بكثير”.
كما توقع أن تشمل عمليات الرد الإيرانية “تدخلاً من جماعة الحوثي عبر مضيق هرمز، ومضيق باب المندب، وأن تتعرض القواعد الأميركية في العراق وسوريا إلى المزيد من الهجمات، معتبراً أنه هذا “السيناريو الأرجح”.
وأفاد الجنرال الأميركي أنه من المرجح أن يتكرر سيناريو الهجمات السابقة بين الجانبين الإيراني والإسرائيلي، دون أن يكون هناك “صراع مفتوح”، كما هو الحال بين أوكرانيا وروسيا، اللذان يتواجهان بشكل مباشر، مستبعداً حدوث ذلك، لأسباب عديدة أبرزها أن إيران “لا تمتلك هذه القدرة، بالمقارنة مع الإمكانيات التي تمتلكها في إطلاق المزيد من الصواريخ والمسيرات، والاستعانة بوكلائها”، مرجحاً أن تكون هذه هي “طبيعة الصراع المحتملة”.
وعن ادعاء واشنطن إرسال حاملة طائرات عسكرية وسفن حربية إضافية للشرق الأوسط لأسباب دفاعية وردعية بحتة، قال فوتيل :”هذه الموارد العسكرية تم إرسالها لزيادة التموضع العسكري، ورفع مستوى الجاهزية والقدرة على الرد تجاه أي هجوم محتمل وواسع النطاق من إيران ووكلائها بالمنطقة، لذلك من الممكن اعتبارها دفاعية”.
وعن احتمالية أن تنتقل واشنطن من الوضع الدفاعي إلى الهجومي قال فوتيل: “هذا القرار تمتلكه إدارة بايدن في واشنطن، التي أعلنت دعمها لإسرائيل والدفاع عنها وعن مصالحها، وعندما تقرر إيران عن طريق هجماتها أو من عبر وكلائها استهداف القواعد العسكرية الأميركية أو المقرات الدبلوماسية، في هذه الحالة ستتنفذ واشنطن هجمات استباقية هجومية”. (الشرق للأخبار)