جثة نافالني “مفقودة”.. وسياسي أميركي يدعو لتصنيف روسيا دولة راعية للإرهاب
لا تزال التساؤلات تحيط بوفاة المعارض الروسي الشهير أليكسي نافالني بشكل مفاجئ في سجنه، وسط اتهامات لروسيا بضلوعها بهذه الحادثة.
وأثارت هذه الوفاة، غضب دول الخارج، ما دفع مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إلى التأكيد، بأنّ أرملة نافالني، يوليا نافالنايا سيتم الترحيب بها، اليوم الاثنين، في اجتماع لمجلس الشؤون الخارجية بالاتحاد.
وأضاف بوريل في بيان على منصة “أكس”: “سأرحب بيوليا نافالنايا في مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي. وسيرسل وزراء الاتحاد رسالة دعم قوية للذين يكافحون من أجل الحرية في روسيا”، مضيفا أنه سيتم تكريم ذكرى نافالني.
وكانت قد صرحت نافالنايا في وقت سابق إنها تحمّل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “شخصيا مسؤولية” وفاة زوجها، داعية المجتمع الدولي إلى الاتحاد لهزيمة “هذا النظام المرعب”.
واعتبر وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني أن تصريحات نافالنايا “ستساعد جميع الأوروبيين على أن يفهموا بشكل أفضل نوع النظام العنيف الذي يجب علينا مواجهته واحتواؤه في أوكرانيا”.
وأضاف تاجاني في بيان: “هذا يجعلنا نشعر بالتهديد الذي يواجهه المواطنون الروس وكل مناطق أوروبا، القارة التي عاد فيها العنف والوحشية والحرب بطريقة مخزية وغير مسؤولة”.
الجثة مفقودة
في السياق نفسه تفاجأت والدة أليكسي نافالني، باختفاء جثته، إذ تمّ إبلاغها بأنّ الجثة نُقلت إلى مدينة سالخارد القريبة من مجمع السجون، لكن عندما وصلت إلى المشرحة وجدتها مغلقة.
وقالت إنه عندما اتصل محامي نافالني بالمشرحة، كان الرد أن جثمانه ليس موجودا.
ولاحقا أخبرهم المسؤولون بأن تسليم الجثة لن يتم قبل انتهاء التحقيق على الرغم من أنه قيل لهم في وقت سابق إن التحقيق لم يجد أثراً لشبهة جنائية في وفاته.
وقالت كيرا يارميش المتحدثة باسم نافالني خلال مقابلة مع رويترز: “حتى الآن لم نتمكن من الوصول إلى جثته ولا نعرف على وجه اليقين مكانها ونطالب السلطات الروسية بتسليمها إلى أسرته على الفور”.
وقال موظف في مشرحة سالخارد لرويترز إن جثة نافالني لم تصل إليها.
من جهته، قال إيفان غدانوف، مدير مؤسسة نافالني لمكافحة الفساد: “عندما وصل محامي أليكسي ووالدته إلى المستعمرة العقابية هذا الصباح، قيل لهما إن سبب وفاة نافالني هو متلازمة الموت المفاجئ”.
و”متلازمة الموت المفاجئ” مصطلح مبهم يشير إلى متلازمات مختلفة تؤثر على القلب تسبب السكتة القلبية المفاجئة والموت.
وقال مصدر لم يذكر اسمه لشبكة “روسيا اليوم” الروسية الحكومية إن نافالني توفي بسبب جلطة دموية.
روسيا تعتقل المشاركين بتأبين نافالني
في المقابل قضت محاكم روسية بسجن عشرات الأشخاص الذين اعتقلوا خلال مشاركتهم بتأبين المعارض الراحل أليكسي نافالني، حيث حكم على 154 شخصا منهم في سان بطرسبرغ وحدها لانتهاكهم قوانين روسيا الصارمة التي تحظر التظاهر.
وأفادت جماعات حقوقية ووسائل إعلام مستقلة عن عدد من الأحكام المماثلة بحق أشخاص في مدن أخرى.
دولة راعية للإرهاب
في السياق نفسه دعا السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام إلى تصنيف روسيا كدولة راعية للإرهاب، وقال في مقابلة على شبكة CBS الأميركية “كان نافالني واحدًا من أشجع الأشخاص الذين قابلتهم على الإطلاق. وعندما عاد إلى روسيا كان عليه أن يعلم أنه سيقتل على يد بوتين، وقد قُتل على يد بوتين”.
وأضاف: “ولماذا لا نفعل هذا: لقد أنهيت للتو مكالمة هاتفية مع اثنين من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين. دعونا نجعل روسيا دولة راعية للإرهاب بموجب القانون الأميركي دعونا نجعلهم يدفعون ثمن قتل نافالني”.
وأوضح أنّ التشريع الذي يضيف روسيا إلى القائمة سوف يصدر في وقت مبكر من هذا الأسبوع.
في حين هاجمت نيكي هيلي، المنافسة الوحيدة المتبقية لدونالد ترامب في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في الولايات المتحدة، الرئيس السابق لالتزامه الصمت بشأن وفاة المعارض الروسي أليكسي نافالني وتصريحاته العدائية تجاه حلف شمال الأطلسي.
وقالت لقناة “أيه بي سي” الاخبارية الاميركية “حقيقة أنه لا يقول أي شيء عن نافالني، فذلك إما لأنه يقف إلى جانب بوتين ويعتقد أنه من الجيد أن يقتل معارضيه السياسيين، وإما أنه ببساطة لا يعتقد أن الأمر قضية مهمة”.
يشار إلى أنّ نافالني (47 عاماً) فد توفي يوم الجمعة في سجنه بالقطب الشمالي، حيث كان يقضي حكما بالسجن لمدة 19 عاماً.