وسط إدانات عربية ودولية.. اجتماع عربي طارئ لبحث العدوان على جنين وعباس يطالب بحماية الفلسطينيين وأميركا تدعم إسرائيل
طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتوفير حماية دولية للفلسطينيين ومعاقبة إسرائيل، في حين توعدت حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي إسرائيل، وسط إدانات عربية ودولية للعدوان الإسرائيلي على جنين، بينا دعمت أميركا لتل أبيب.
فعلى الصعيد الداخلي، طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس المجتمع الدولي بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني وفرض عقوبات على إسرائيل.
ووجه -في كلمة له خلال اجتماع القيادة الفلسطينية برام الله اليوم لبحث العدوان الإسرائيلي على مخيم جنين- دعوةً للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية؛ لعقد اجتماع طارئ لبحث المخاطر.
ودعا عباس الفلسطينيين إلى “الصمود والثبات” وإلى “وحدة الصف والدفاع عن الأرض والمقدسات”، لافتا إلى أنه وجه الحكومة والأجهزة الأمنية بتوفير “كل ما يلزم مدينة جنين ومخيمها لتعزيز صمود المواطنين”، مشيرا إلى أن “القيادة ستتخذ الليلة قرارات بشأن العدوان الإسرائيلي على جنين”.
كما قررت القيادة الفلسطينية وقف جميع الاتصالات مع إسرائيل واستمرار وقف التنسيق الأمني معها، وتقنين العلاقات مع الإدارة الأميركية، ردا على العدوان الإسرائيلي على جنين ومخيمها.
وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن التفاهمات السياسية والأمنية والاقتصادية الأخيرة مع إسرائيل، التي تمت خلال اجتماعات بمدينتي العقبة الأردنية وشرم الشيخ المصرية، “لم تعد قائمة”.
المقاومة الفلسطينية
وعلى صعيد المقاومة، قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة إن ما يجري في جنين هو مذبحة ينفذها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، وإن المقاومة وسرايا القدس ستقوم بواجبها لوقف هذه المذبحة.
في حين قال محمد الهندي نائب الأمين العام للحركة إن العملية الإسرائيلية في جنين تعكس المأزق الكبير الذي تمر به إسرائيل، مؤكدا -في تصريحات للجزيرة- أن المقاومة موحدة وتملك بعض الإمكانيات ولديها إرادة التصدي، معتبرا أن استخدام القوة المفرطة في جنين دليل على الارتباك الإسرائيلي ومحاولة من نتنياهو للتغطية على مشاكل سياسية وحزبية.
أما حركة حماس، فقالت -في بيان- إن العدوان على جنين سيفشل، وإن بنيامين نتنياهو وحكومته يتحملان مسؤولية ما يجري، وأضافت أن الاحتلال الإسرائيلي لن يستطيع حسم المعركة ضد المقاومة، والشعب الفلسطيني سيواصل نضاله.
وقال رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية إن الدم الذي يراق على أرض جنين سيحدد طبيعة المرحلة المقبلة في كافة الاتجاهات، وإن الشعب ومقاومته يعرفان كيفية الرد على هذا العدوان البربري.
كما قال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، في تصريح للجزيرة، إن المقاومة هي الخيار الوحيد للفلسطينيين للدفاع عن حقوقهم ومقدساتهم، وتوعد إسرائيل برد شامل لا تتوقعه في حال تخطت الخطوط الحمر في مخيم جنين.
واستشهد عشرة فلسطينيين وأصيب أكثر من خمسين بينهم عشرة في حالة خطرة، في العملية العسكرية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها منذ فجر الاثنين.
إدانات عربية واجتماع عربي طارئ
على الصعيد العربي، أفاد تلفزيون “المملكة” الأردني الرسمي -الاثنين- بانعقاد اجتماع “طارئ” لجامعة الدول العربية الثلاثاء؛ لبحث العدوان الإسرائيلي على جنين.
وأشار التلفزيون -وفق ما نشره على موقعه الرسمي، نقلا عن مصدر لم يسمه- أن الاجتماع سيعقد في تمام الحادية عشرة من صباح الثلاثاء (8:00 بتوقيت غرينتش)، على مستوى المندوبين الدائمين.
في الأثناء، توالت الإدانات العربية للعدوان الإسرائيلي على جنين، حيث دانت الخارجية المصرية الاعتداء وأكدت رفضها الكامل للاقتحامات المتكررة لمدن فلسطينية، واعتبرتها انتهاكا سافرا لأحكام القانون الدولي والشرعية الدولية.
من جهتها، حذرت الخارجية الأردنية من استمرار دوامة العنف في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ودعت المجتمع الدولي للتحرك فورا لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين.
ودانت الخارجية القطرية بأشد العبارات تكرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها.
كما دانت الإمارات الاعتداءات الإسرائيلية على جنين، وشددت على “ضرورة الوقف الفوري للحملات المتكررة والمتصاعدة ضد الشعب الفلسطيني وعدم توسيع دائرة العنف”.
ودانت الخارجية اللبنانية الاعتداء الإسرائيلي على مخيم جنين، واعتبرت في بيان أن القوات الإسرائيلية تستهدف المدنيين مستخدمة الطائرات الحربية والأسلحة الثقيلة، ودعت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته في الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها وحماية المدنيين.
بدورها، أعربت الخارجية العمانية عن استنكار سلطنة عُمان وإدانتها للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على مدينة جنين والمخيمات الفلسطينية بالضفة الغربية، مؤكدة “موقفها الثابت والداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة على حدود 1967، وفقا لحل الدولتين”.
أما الجزائر فطالبت “بالوقف الفوري” للاعتداءات الإسرائيلية على جنين، واعتبرت في بيان أن العمليات العسكرية الإسرائيلية “انتهاك فاضح لجميع الأعراف والقوانين الدولية وأبسط القيم الإنسانية”.
إدانات دولية
على الصعيد الدولي، قال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إنه يجب على إسرائيل تنفيذ عملياتها الأمنية بطريقة تتجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين وتدمير البنية التحتية المدنية.
وأكد حق أن المنظمة الدولية تريد أن ترى توقف جميع الهجمات في المناطق السكنية، وأنها تطالب بتجنب أي هجمات على المستشفيات والبنية التحتية المدنية.
من جهته، قال المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند إنه يجب على الجميع ضمان حماية السكان المدنيين. وأضاف في سلسلة تغريدات، أن التصعيد الحالي في الضفة خطير للغاية ويأتي بعد شهور من التوتر المتصاعد، مؤكدا تواصل الأمم المتحدة مع جميع الأطراف لتخفيف حدة الوضع وضمان وصول المساعدات إلى جنين.
من ناحيتها، دانت وزارة الخارجية التركية بشدة اقتحام القوات الإسرائيلية مدينة جنين، وأعربت عن قلقها من أن يؤدي التوتر الحالي في المنطقة إلى إطلاق موجة جديدة من العنف والهجمات، وجددت الخارجية التركية دعوتها للسلطات الإسرائيلية لضبط النفس ووقف مثل هذه الأعمال.
أما المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، فقال إن التطورات الأخيرة في جنين أثبتت أن السلام والتطبيع مع إسرائيل أمر غير رادع وغير مؤثر، وأضاف أن بلاده تعتبر الاعتداءات الإسرائيلية الشاملة على مخيم جنين نموذجا لإرهاب الدولة، وفق تعبيره.
أميركا تدعم إسرائيل
وعلى خلاف الإدانات العربية والدولية، جاء الموقف الأميركي داعما لإسرائيل، وقال متحدث باسم البيت الأبيض اليوم إن أميركا تراقب عن كثب الوضع في الضفة الغربية.
وأضاف المتحدث “لقد اطلعنا على التقارير ونراقب الوضع عن كثب… ندعم أمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن شعبها في مواجهة (حركتي) حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين.. والجماعات الإرهابية”.
المصدر : الجزيرة + وكالات