حفرة غامضة أثارت الذعر في المغرب… هل لها علاقة بالزلزال المدمّر
بعد 20 يوماً من الزلزال المدمر الذي ضرب إقليم الحوز في الجنوب المغربي، ظهرت حفرة ضخمة بعمق 60 متراً في قرية قريبة من مدينة الجديدة على ساحل الأطلسي، ما أثار مخاوف السكان واستغراب السلطات والمختصين.
في هذا الصدد أعرب خبير الجيولوجيا محمد زهيمي عن اعتقاده بأن ظهور الحفرة قد تكون له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالزلزال الذي ضرب إقليم الحوز في الثامن من أيلول الماضي، وإن كان أشار إلى أن الحفرة بعيدة جداً عن مركز الزلزال الذي كان في منطقة إيغيل.
ونبّه إلى أنه لا يمكن إغفال ارتدادات الزلزال التي وصلت لمناطق أخرى وهو أمر عادي من الناحية الجيولوجية، مشيراً إلى أنه يمكن ربط الأمر أيضاً بما حدث في تركيا حين ظهرت حفرة عملاقة على مساحة 1400 متر مربع وبعمق 12 متراً في قونية بعد الزلزال مباشرة وأثارت مخاوف من وقوع زلزال آخر.
كما أوضح لوكالة أنباء العالم العربي أن “مناطق الخسف” أو الهبوط الأرضي تكون في العادة مرتبطة بالزلازل، لافتاً أيضاً إلى الزلازل البركانية التي يمكن أن تؤدي لتدفق حمم بركانية أو حدوث خسف.
كذلك أضاف: “بالمغرب هناك مناطق معروفة بالأقاليم البركانية، وهي منطقة تيمحضيت بالأطلس المتوسط المغربي التي تحتوي على براكين بجبال هيبري”، مردفاً أنه “بجانب هذه الجبال البركانية هناك مناطق الخسف غير المعروفة لدى عامة الناس”، لافتاً إلى أن مناطق الخسف في ضواحي مدينة الجديدة مرتبطة بطبيعة الصخور الكلسية في المنطقة.
واستطرد قائلاً إن الصخور الكلسية “قابلة للذوبان بسهولة في الماء الحمضي أو ماء الأمطار المحمل بثاني أكسيد الكربون. وعند تفاعل الحمض مع الصخور الكلسية، تذوب وتتشكل حفر وتجاويف في الصخور، وهو ما يُعرف بعملية التآكل الكيمياوي”.
وكشف زهيمي أن الماء قد يتسبب في “كوارث” لا يمكن أن تتسبب فيها عوامل أخرى، خاصة إذا كانت طبيعة الصخور وطبقاتها الجيولوجية كلسية حيث تنتج عن تفاعلها مع الماء مسارات وغرف وأشكال كلسية كبيرة عبارة عن كهوف ومغارات.
كما أضاف أن ارتدادات الزلازل يمكن أن تتسبب في ظهور حفر ضخمة، “فعند حدوث زلزال قوي، ينجم عنه اهتزاز شديد في الأرض قد يؤدي إلى تشوه الطبقات الأرضية وتكوّن فجوات أو تشققات في الصخور”.
كذلك أردف أنه “يمكن أن تتفاقم هذه الفجوات بسبب تأثير الزلازل المتكررة، مما يؤدي في النهاية إلى ظهور حفر ضخمة وعميقة في الأرض وقد تكون مليئة بالماء أو تحتوي على غازات ضارة مثل غاز الميثان”.
فيما رجح أن تكون الحفرة التي ظهرت في قرية ولاد فرج مرتبطة بحركة المياه وتأثيرها على طبيعة الصخور الكلسية “بحيث أُُفرغت من الداخل وبقيت المساحة السطحية غير متينة ومرتكزة على أساس فارغ، وبالتالي تعرضت للانهيار وشكلت حفرة ضخمة”. (العربية)