عرب وعالم

فتح الأجواء بين الجزائر والمغرب بعد الزلزال.. هل يُنهي الأزمة بين البلدين؟

10 أيلول, 2023

في الساعات الأولى بعد الزلزال القوي الذي هز المغرب، سارعت الجارة الجزائر إلى تعزية أهالي الضحايا وأعلنت فتح مجالها الجوي المغلق منذ مدة أمام الرحلات التي تنقل مساعدات إنسانية وجرحى جراء الكارثة.

وعرضت السلطات الجزائرية تقديم يد المساعدة لجارتها الغربية في حال وافقت الرباط على ذلك.

وأثارت الخطوة الجزائرية استحساناً من قبل المغاربة والجزائريين، ما أحيا الآمال بأن تكون الكارثة نقطة انطلاق لإذابة الجليد بين الجارين المتخاصمين، لكن محللين استبعدوا حدوث ذلك رغم أن خطوة الجزائر تعني أن العلاقات الإنسانية بين البلدين لا تزال مستمرة.

وتقدمت الجزائر، التي قطعت العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، في آب عام 2021، وسط خلافات عميقة بين البلدين، “بخالص التعازي وصادق المواساة لأسر الضحايا والشعب المغربي الشقيق”، معلنة من جهة أخرى فتح مجالها الجوي المغلق، منذ سبتمبر عام 2021، أمام الرحلات التي تنقل مساعدات إنسانية وجرحى جراء الكارثة.

وأعربت الرئاسة الجزائرية في بيان عن “استعدادها التام لتقديم المساعدات الإنسانية ووضع كافة الإمكانات المادية والبشرية تضامناً مع الشعب المغربي الشقيق” وذلك في حال طلب المغرب ذلك.

ويأتي ذلك بعد نحو عامين من قطع الجزائر علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب وإغلاق المجال الجوي أمامها بسبب الخلافات العميقة حول الصحراء الغربية والتقارب الأمني بين المغرب وإسرائيل.

خطوة لإذابة الجليد
يرى المحلل الجزائري، حكيم بوغرارة، أن “ما قامت به الجزائر من تقديم تعازي وفتح المجال الجوي لمرور طائرات المساعدات الإنسانية ونقل الجرحى إثر الزلزال الذي ضرب المغرب يؤكد بأن الإنسانية تعلو على المشاكل السياسية والخلافات”.

ويشير بوغرارة في حديث لموقع “الحرة” إلى أن “الجزائر ومن خلال استعدادها لتقديم المساعدات اللوجستية والبشرية في عمليات الانقاذ متى طلب المغرب ذلك، يؤكد تواجد نقاط تقاطع بين البلدين في الشدائد”، مذكراً أن “المغرب بدوره “عرض قبل سنتين المساعدة على الجزائر في إخماد النيران”.

ويستبعد بوغرارة أن تكون الأحداث الأخيرة نقطة انطلاق لإصلاح العلاقات، مشيراً إلى أنَّ القضية أكبر من مجرد عرض تقديم مساعدات، وأضاف: “إنّ قضية تطبيع المغرب وإسرائيل أكبر عائق، إذ أنه رغم التوتر بسبب الصحراء ظل هناك تقارب بين البلدين ولم تكن هناك قطيعة كما هو الحال الآن”.

أستاذ العلوم الدستورية المغربي، رشيد لزرق، يبتعد أكثر من ذلك، ويرى أن بيان الرئاسة الجزائرية هو “أقرب للتشفي، بدل عرض للمساعدة”.

وفي حديث لموقع “الحرة”، يقول لزرق إن “البلاغ لم يُوَجَّه للدولة المغربية في شخص الملك والحكومة ووجِّه لضحايا، وكأن المغرب ليس دولة وليس له ممثله القانوني”.

ويتابع لزرق أن الجزائر ربطت تقديم المساعدة بطلب من المغرب هو “محاولة لإهانة المغرب، وكأن المغرب غير قادر على التكفل بالضحايا المغاربة”.

وقطعت الجزائر علاقاتها الرسمية مع الرباط قبل عامين متهمة إياها “بارتكاب أعمال عدائية… منذ استقلال الجزائر” في عام 1962. من جانبه، أعرب المغرب عن أسفه لقرار الجزائر ورفض “مبرراته الزائفة”.

وفي 30 تموز الماضي، عبر الملك، محمد السادس، في خطاب عن أمله في “عودة الأمور إلى طبيعتها” مع الجزائر، وفي إعادة فتح الحدود بين البلدين المغلقة منذ عام 1994. إلا أنّ اعتراف إسرائيل مؤخراً بسيادة المغرب على الصحراء الغربية أدى إلى زيادة التوتّر مع الجزائر التي ندّدت بـ”مناورات أجنبيّة”.
 
وجاء الاعتراف الإسرائيلي في إطار اتفاق رعته الولايات المتحدة، أواخر عام 2020، لتطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل. (الحرة)

شارك الخبر: