فيضانات وحرائق وأمطار… صيف غير مسبوق يخنق أوروبا
تسببت فيضانات وحرائق وأمطار غزيرة في كوارث طبيعية واقتصادية بجميع أنحاء
أوروبا، هذا الأسبوع، حيث تبذل السلطات في القارة العجوز جهودا كبيرة لمواجهة التغيرات القاسية للمناخ، والتي أصبحت شائعة بشكل متزايد خلال السنوات القليلة الماضية، بحسب تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”.
ووفقا للتقرير، فقد دمرت الأحداث المناخية الأخيرة مساحات شاسعة من الأراضي، وخلفت عشرات الجرحى، وأجبرت الآلاف على إخلاء منازلهم وقراهم، ناهيك عن تسببها في وفيات في بعض الحالات، وذلك في أعقاب موجة حر خانقة اجتاحت معظم جنوب أوروبا هذا الصيف.
وأدى تغير المناخ إلى جعل الحرارة المرتفعة عنصرًا أساسيًا في الأشهر الأكثر دفئًا في أوروبا، لكن الخبراء يقولون إن القارة “فشلت بشكل كبير في التكيف مع الظروف الأكثر حرارة”، إذ تكافح الحكومات في العديد من البلدان لمعالجة الآثار المدمرة في الوقت الحالي.
وفي هذا الصدد، كتبت رئيسة البرلمان الأوروبي، روبرتا ميتسولا، على منصة وسائل التواصل الاجتماعي “إكس”، المعروفة سابقًا باسم “تويتر: “لا تزال الظروف الجوية القاسية في جميع أنحاء أوروبا مصدر قلق.. والاتحاد الأوروبي يظهر تضامنه مع جميع المتضررين”.
فيضانات قاتلة في سلوفينيا
أدت الأمطار الغزيرة في الأيام الأخيرة إلى فيضان الأنهار عبر سلوفينيا، فيما وصفته السلطات هناك بأنه أسوأ كارثة طبيعية منذ استقلال البلاد عام 1991.
ولقي 6 أشخاص على الأقل مصرعهم، وفقًا لوكالة الأنباء السلوفينية “ستا”، مما أجبر الآلاف على الفرار من منازلهم هربا من الفيضانات.
وحاولت عدة دول تقديم يد العون، إذ أرسلت فرنسا وألمانيا معدات، مثل الجسور الجاهزة، بل أن أوكرانيا ورغم انهماكها في مواجهة الغزو الروسي الشامل، تعهدت بإرسال مروحية للمساعدة في عمليات الإنقاذ والإجلاء.
وأدت الفيضانات إلى غرق قرى بأكملها تحت الماء، في حين غمرت سيول طينية الطرق والملاعب الرياضية، وتدفقت أسفل الجسور المنهارة، حيث علقت السيارات في حطام الانهيارات الأرضية الناجمة عن السيول.
من جانبها، أوضحت رئيسة المفوضية الأوروبية،
أورسولا فون دير لاين، أنها ستسافر إلى سلوفينيا، الأربعاء.
كما تم الإبلاغ عن فيضانات في النمسا، الجار الشمالي لسلوفينيا، مما أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل، وفقًا لمستشار البلاد، كارل نيهامر.
حرائق غابات في البرتغال وقبرص وإيطاليا
وفي البرتغال، يواصل المئات من رجال الإطفاء مكافحة حرائق الغابات الريفية، التي أدت إلى إجلاء أكثر من 1400 من السكان المحليين والسائحين.
وذكرت صحيفة “إندبندنت” البريطانية، أن حرائق الغابات كانت قد اندلعت، السبت، في بلدية أوديميرا في منطقة ألينتيخو، لكنها امتدت منذ ذلك الحين جنوبا باتجاه منطقة الفارو، والتي تعد أحد أشهر الوجهات السياحية في البرتغال.
وبحسب الصحيفة، فقد أصيب 9 من عناصر الإطفاء بحروق متفاوتة، في حين جرى إغلاق بعض الطرق.
وكانت مخاطر نشوب حريق في الأيام القليلة الماضية على أعلى مستوى في أجزاء كبيرة من البلاد، وذلك مع هبوب رياح قوية ودرجات حرارة فوق 40 درجة مئوية.
وكانت البرتغال قد عانت من حرائق الغابات عدة مرات في السنوات الأخيرة، حيث تسببت في مقتل أكثر من 60 شخصًا عام 2017.
وفي بقعة أخرى من القارة العجوز، أرسل الاتحاد الأوروبي طائرات مكافحة الحرائق، للمساعدة في جهود التصدي لحرائق الغابات المشتعلة في قبرص خلال الأيام الأخيرة.
وأرسلت اليونان، التي ابتليت أيضًا بحرائق الغابات هذا الصيف، مثبطات اللهب السائلة إلى الجزيرة المجاورة لها، في حين قدمت إسرائيل مساعدات تضمنت طائرات مكافحة الحرائق، وطاقم مكون من 4 طيارين، وعناصر دفاع مدني.
كما أرسل كل من الأردن ولبنان بعض الدعم إلى جزيرة قبرص.
وفي سياق متصل، جرى إجلاء مئات الأشخاص في جزيرة سردينيا الإيطالية، وهي مقصد سياحي شهير، وذلك عقب اندلاع حرائق في مناطق واسعة فيها خلال الأيام الأخيرة.
أمطار غزيرة في إسكندنافيا
وعلى صعيد آخر، جرى تسجيل أمطار غزيرة السويد والنرويج هذا الشهر ، مما تسبب في خروج قطار عن مساره شرقي السويد، الإثنين، ونجم عن ذلك إصابة 3 أشخاص.
وقالت الشرطة السويدية إن السيول أدت إلى تقويض الجسر الذي وقع فيه الحادث، مما أدى إلى انهياره.
ومن المتوقع هطول مزيد من الأمطار في كلا البلدين في الأيام المقبلة، إذ أفاد معهد الأرصاد الجوية السويدي أن كميات الأمطار التي سقطت “كانت كبيرة بشكل غير معتاد” في العديد من مناطق البلاد بالنسبة لشهر أغسطس.
وقالت عالمة الأرصاد الجوية في معهد الأرصاد الجوية السويدي، إيدا داهلستروم: “لقد تلقت أماكن قليلة في يوم واحد أمطارًا أكثر من المعتاد في شهر أغسطس بأكمله”.
وأوضحت أن مدينة لوند الواقعة جنوبي السويد، “لم تتعرض لمثل هذه الأمطار في يوم واحد منذ أكثر من 160 عامًا”.
وأصدر المعهد إنذارات حمراء- أعلى مستوى من التحذير من الفيضانات- لبعض مناطق السويد، ليلة الإثنين، وقال إن كميات غزيرة من الأمطار المتوقعة في جنوب البلاد يمكن أن ترفع مستوى المياه في الأنهار والمنخفضات إلى “مستويات عالية للغاية”.
والطقس المتطرف لم ينذر هطول أمطار غزيرة فحسب، بل أدى أيضًا إلى ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير معهود، حيث وصلت الحرارة في بلدة هاباراندا، شمالي السويد، إلى 30 درجة مئوية، الثلاثاء، وهي الأعلى في أغسطس منذ عام 1969.(الحرة)