أوكرانيا غيّرت استراتيجيتها… لماذا نقلت المعارك إلى البحر الأسود والقرم؟
ذكر موقع “سكاي نيوز”، أنّ المعارك تستعرّ في البحر الأسود ومنطقة شبه جزيرة القرم، بين روسيا وأوكرانيا، بما يكشف تغييرا في استراتيجية كييف القتالية، في اتجاه نقل المعارك إلى داخل الموانئ الروسية، والتصويب على أحد أهم عناصر الاقتصاد الروسي.
وبعد استهدافها سفينتين روسيتين بالبحر الأسود، يومي الجمعة والسبت، استهدفت أوكرانيا، الأحد جسر تشونجار في القرم، الذي يطلق عليه “بوابة القرم”، ويعد طريقا رئيسيا لإمداد للجيش الروسي.
وفي تقدير باحث سياسي روسي، فإن أوكرانيا عدّلت من إستراتيجية هجومها المضاد ليكون من البر إلى البحر، بعدما واجهت على البر تحصنيات منيعة وخطوط دفاع قوية وخناق وحقول ألغام شيدتها موسكو في طريقها، موضحا رمزية القرم بشكل خاص لكييف وحلفائها.
ووفق صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، فإن الهجمات الأوكرانية على الناقلات الروسية بمضيق كيرتش، واستهداف قاعدة عسكرية بالبحر الأسود تعد مركزا بحريا ورئيسيا للشحن الروسي، يشير إلى إستراتيجية كييف الجديدة الخاصة بنقل الحرب للأراضي الروسية.
واستدلت على ذلك بعدة مؤشرات، منها أن البحرية الأوكرانية استعرضت قوتها بعيدا عن شواطئ البلاد بالهجوم على قاعدة “نوفوروسيسك” لأول مرة.
من جانبها، تقول مجلة “لوبس” الفرنسية، إن أوكرانيا تهاجم الآن علنا القرم والبحر الأسود وتعتبرهما ساحة قتال.
وتلفت “لوبس” إلى أنه منذ وصف الرئيس الروسي السابق، ديمتري ميدفيديف، أي هجوم على القرم، خاصة جسر كيرتش وقاعدة سيفاستوبول، بأنه سيكون بمثابة “يوم القيامة”، وأوكرانيا تختبر القدرات الانتقامية الروسية.
ويتفق الخبير العسكري الروسي، فلاديمير إيغور، في أن للقرم “قيمة رمزية عند نظام كييف فزيلنيسكي يعتبر أن الحرب بدأت منها وستنتهي فيها”.
ويقول إيغور إنّ “الولايات المتحدة ودول الناتو تنصب أقمار تجسس اصطناعية فوق البحر الأسود، وتمد القيادة الأوكرانية بالمعلومات والصور والإحداثيات لتسيير الزوارق المفخخة ورصد التحركات لاستهداف السفن الروسية”.
ويضيف: “الغرب منح أوكرانيا المسيرات البحرية، واعتقد أن طريقة الاستهداف تتم بعد إنزال تلك المسيرات من السفن قرب القوات الروسية، ويتم استهدافها نظرا للمسافة البعيدة التي تبلغ نحو 500 كليو مترا في البحر الأسود”.
ويرى أنّ “الرد الروسي سيكون قاسيا وقويا، ورأيناه في استهداف المطارات والبنى التحتية الأوكرانية، وروسيا تحارب 50 دولة بأسحلتها الحديثة، والقرم هدف ثمين لكييف وشركائها الغربيين”. (سكاي نيوز)