“أثينا” على سطح القمر: مهمة غامضة ومصير مجهول

هبط مسبار “أثينا” التابع لشركة Intuitive Machines على سطح القمر يوم الخميس، حاملاً معدات من وكالة ناسا مثل المثقاب والطائرة المسيرة، لكنه واجه مشاكل فنية، حيث ظهرت توقعات بانقلابه على جانبه.
وأوضحت الشركة أن الوضع غير واضح حتى الآن فيما إذا كان المسبار في وضع عمودي أو مائل، في الوقت الذي عمل فيه المراقبون على إيقاف بعض معدات المسبار للحفاظ على الطاقة أثناء محاولاتهم تحديد ما حدث.
وفي التفاصيل, هبط المسبار كما كان مخططًا له، في رحلة استغرقت ساعة، لكن النظام الملاحي بالليزر بدأ يسبب مشكلات أثناء الهبوط قرب السطح. وبعد ساعات من الهبوط، قال الرئيس التنفيذي للشركة ستيف ألتيموس إن هناك بيانات متضاربة بشأن الهبوط وما إذا كان المسبار قد استقر على جانبه.
وكان المسبار قريبًا من الموقع المستهدف للهبوط، ومن المتوقع أن يتم التحقق من موقعه واتجاهه عبر مسح سيقوم به مسبار “مستكشف القمر المداري” التابع لناسا في الأيام القادمة.
وتم إطلاق “أثينا” الأسبوع الماضي، وكان المسبار يرسل إشارات للمراقبين على بُعد أكثر من 375 ألف كيلومتر، معتمداً على الطاقة الشمسية. وفي هذه الأثناء، عمل المشرفون على محاولة إنقاذ المهمة والتحقق مما إذا كان بالإمكان تشغيل المثقاب وإطلاق الطائرة المسيرة.
وقالت نكي فوكس، المسؤولة العلمية الأولى في ناسا: “من الواضح أنه بدون معرفة الوضع الدقيق للمسبار، من الصعب تحديد ما إذا كان يمكن إجراء بعض الاختبارات أو لا.”
وفي العام الماضي، كانت شركة Intuitive Machines قد أعادت الولايات المتحدة إلى القمر، رغم أن مركبتها الفضائية انقلبت على جانبها بعد الهبوط.
وفي السياق، أصبحت شركة فايرفلاي إيروسبيس أول كيان خاص يحقق نجاحًا كاملاً في الهبوط على القمر، عبر مسبارها “بلو غوست” الذي هبط على الحافة الشمالية الشرقية للجانب القريب من القمر.
على صعيد آخر، أعلنت شركة سبايس إكس المملوكة لإيلون ماسك أنها فقدت الاتصال بالطبقة الثانية من صاروخ “ستارشيب”، الأقوى من نوعه على الإطلاق، بعد إطلاقه في تجربته الثامنة من خليج أميركا.
وتعتبر هذه المحاولات جزءًا من برنامج ناسا للهبوط التجاري على سطح القمر، الذي يهدف إلى إرسال تجارب علمية إلى القمر وتحفيز الأعمال التجارية في الفضاء. كما يُنظر إليها كخطوة تمهيدية للرحلات المستقبلية التي سيقوم بها رواد الفضاء في إطار برنامج “أرتيميس”، الذي يُعد خليفة لبرنامج “أبولو”.
وكانت ناسا قد أنفقت عشرات الملايين من الدولارات على معدات مثل المثقاب الجليدي على متن “أثينا”، إضافة إلى 62 مليون دولار لنقل المعدات إلى القمر. ولم يكن للولايات المتحدة أي هبوط على سطح القمر منذ بعثة “أبولو 17” عام 1972.
تجدر الإشارة إلى أن أربع دول أخرى فقط قد نجحت في الهبوط بمركبات فضائية روبوتية على القمر، وهي روسيا والصين والهند واليابان.