على وقع الغارات: لودريان في لبنان.. وقنوات دبلوماسية تكثّف حراكاتها!
على وقع الغارات الإسرائيلية العنيفة، وصل المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان أمس، الى بيروت، حيث اجتمع مع قائد الجيش جوزف عون في اليرزة.
ومن المتوقع أن يستكمل لودريان اليوم جولته، حيث سيلتقي الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي والبطريرك مار بشارة بطرس الراعي بالإضافة إلى عدد من الزعماء السياسيين.
في حين نشطت القنوات الدبلوماسية للحد من الانفلات الذي شهدته الجبهة الجنوبية، إلا أنّ لا انفراجة ولا بوادر تهدئة تلوح بالأفق، إذ أشارت مصادر متابعة إلى أنّ “رسائل أميركية وعربية وأوروبية وصلت يوم أمس بكثافة تضمّنت طلباً إسرائيلياً واضحاً ومباشراً بإغلاق جبهة الإسناد كمدخل لوقف التصعيد”،
وتحدثت المصادر عن دخول تركيا وقطر على خط الوساطة مع حزب الله مباشرة، موضحة أنّ وفداً سيصل من البلدين الى بيروت اليوم “حاملاً مبادرة ذاتية، لا تتضمّن أيّ ضمانات من إسرائيل”.
من جانبها، بدأت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جينين بلاسخارت، زيارة رسمية لإسرائيل أمس، من المقرر أن تلتقي خلالها كبار المسؤولين الإسرائيليين لمناقشة آخر التطورات، وهي شددت على أنه :لا يوجد حل عسكري من شأنه أن يوفّر الأمان لأيّ جهة”، معتبرةً أن “سلامة المدنيين على جانبَي الخط الأزرق واستقرار المنطقة باتا على المحكّ، ما يستوجب إفساح المجال لنجاح الجهود الديبلوماسية”.
في المقابل، وعلى صعيد الداخل اللبناني الغارق في فراغ المواقع الأساسية، ها هو مجلس الوزراء يعود الى الانعقاد اليوم لمناقشة الوضع الطارئ.
في السياق، افادت مصادر سياسية مطلعة لـ«”اللواء” أن مجلس الوزراء الذي يتوقف عند التطورات الأخيرة والغارات الإسرائيلية ضد لبنان، سيعرض كل الإمكانات المتاحة لمد النازحين من الجنوب والبقاع، كما أن هناك مناقشات ستدور حول الوسائل التي يمكن اللجوء إليها من أجل وقف الحرب التي يشنها الجيش الإسرائيلي ،فضلا عن تكليف الوزارات والمعنيين من أجل الأحاطة بهذه التطورات الخطيرة.
ولفتت المصادر إلى أن سلسلة إجراءات يفترض اتخاذها منها صرف اعتمادات، بالإضافة إلى دعوة التجار واصحاب المحلات الى عدم استغلال الوضع وتخزين المواد لبيعها بأسعار مرتفعة.
وتوضح المصادر أنّ إعلان حالة الطوارىء في البلاد، هو أمر يرتبط بالمجلس الأعلى للدفاع أو مجلس الوزراء الذي يترأسه رئيس الجمهورية، لذلك تحاول الحكومة اتخاذ خطوات معينة قريبة من هذه الحالة.
وكان وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي قد أوضح ان الاعداد التي نزحت من الجنوب قارب الـ6500 شخصاً، في ظلّ توقعات بأن يزداد هذا الرقم.
في حين أشار وزير التربية عباس لحلبي بعد العدوان الإسرائيلي الكبير على جنوب لبنان إلى أنّ “التهجير الذي حصل اليوم كان من المناطق الأكثر أماناً بالنسبة للشريط الحدودي وممكن لعدد كبير منهم فور تهدئة الوضع أن يعودوا إلى منازلهم وإخلاء المدارس”، مضيفاً “نحن الآن في حال حرب ونفتح المدارس لإيواء النازحين والأهالي كانوا في حالة هلع وعلينا أن نستعدّ من خلال خطّة طارئة في حال استمرّت الظروف ومن المهمّ ألّا تتوقّف العمليّة التعليميّة بأي شكل من الأشكال وإن موقّتاً “.
وأوضح خلال حديث له عبر الـ”أم تي في ” أن “قرار إقفال المدارس في كافّة أنحاء لبنان سيؤدّي إلى هلع كبير جدّاً ولهذا لم نتّخذ قرار الإقفال أمس وسلامة الأطفال هي من أولويّاتنا”.
وأضاف: “تشاورنا مع المدارس الخاصّة والجامعات وتوصّلنا إلى تعليق الدروس ويمكن أن نتّجه إلى إقفال مفتوح لكي لا نعرّض أحداً للخطر”.
وتمنى الحلبي أن “يكون التعليم حضوريّاً لكنّني طلبت من الهيئات التربويّة درس احتمالات التعليم عن بعد خصوصاً وأنّنا قمنا بهذه التجربة من قبل في المدارس التي تقع عند المناطق الحدوديّة”.