لبنان

هذا هو الهدف العميق من مخطّط انهيار لبنان (الجمهورية)

28 تموز, 2023

كتب طوني عيسى في” الجمهورية”: يقول العارفون إنّ الانهيار الذي يتمرّغ فيه لبنان لن ينتهي، مهما طال أمده، قبل أن تتحقّق الغايات المنشودة منه. فالانهيار لم يقع عبثاً، وتوقيته مدروس بدقّة.

ثمة جهات كثيرة تستفيد اليوم من خسارة لبنان دوره الإقليمي، أو هي تنتقم منه لأنّها متضرّرة من هذا الدور. وفي طليعة هذه الجهات إسرائيل طبعاً. ولكن أيضاً، في الصراع الذي تخوضه إيران لامتلاك زمام الأمور في لبنان، سيفقد لبنان شخصيته ودوره التقليدي بين العرب والعالم. وفي أي حال، إنّ أصدقاء لبنان العرب، في الخليج تحديداً، تمكنوا في فترة الغياب اللبناني من أخذ موقعه التقليدي.

فالإمارات العربية المتحدة استطاعت أن تكون صلة الوصل بين العرب والعالم، وأن تستقطب أكبر حشد غربي من الخبرات في مختلف المجالات وأن تقود حواراً بين الحضارات والأديان. وكذلك، تستعد المملكة العربية السعودية لأكبر عملية تطوير وإنماء وحداثة في ظلّ قيادتها الجديدة. وعلى رغم ذلك، يبذل العرب كل جهد لمساعدة لبنان على استعادة توازنه، بحسن نية بالتأكيد، فيما القوى السياسية في لبنان غارقة في صراعات يصعب تحديد طبيعتها. وثمة من يخشى أن يكون بعضها ضالعاً في عملية ممنهجة لإضعاف لبنان وتجريده من أي قدرة أو دور، لمصلحة قوى نافذة في الخارج.

وهذا الواقع يرجح المعلومات التي تردّدت دائماً، ومفادها أنّ القوى الخارجية كانت تدرك أنّ فساد السياسيين اللبنانيين سيقودهم إلى رهن البلد للخارج. وعلى رغم ذلك، بقي هؤلاء يحظون بالدعم والتمويل من الخارج. وكان ممكناً أن يقع الانهيار قبل 5 سنوات أو 10 سنوات. ولكن الانهيار وقع في خريف 2019، في غمرة الصراع بين الولايات المتحدة وإيران. ولبنان إحدى ساحاته.

واليوم، يبدو لبنان مقبلاً على محطات مفصلية في مسار انهياره المستمر منذ نحو 4 سنوات. فالقوى الإقليمية والدولية المستفيدة من هذا الانهيار لن تسمح بإخراج لبنان منه قبل أن يدفع الثمن المطلوب. وهنا تبدو المشكلة أكثر تعقيداً، لأنّ مصالح هذه القوى متضاربة. وسيكون مطلوباً أن تتوافق هي أولاً على الثمن الذي يجب أن يدفعه لبنان. ولذلك، قصة الانهيار معقّدة جداً ومريرة، واللبنانيون أنفسهم شركاء فيها

شارك الخبر: