تكنولوجيا

“بطل أم مجرم؟”.. التهم تواجه بافل دوروف بعد حكم محكمة باريس

1 أيلول, 2024

سلطت الأضواء على بافل دوروف، الملياردير الروسي البالغ من العمر 39 عامًا، بعد أن وجهت له محكمة في باريس يوم الأربعاء الماضي اتهامات بالتواطؤ في نشر صور اعتداءات جنسية على الأطفال، وتسهيل عمليات إجرامية وإرهابية عبر تطبيقه الشهير “تليغرام”.

هذا التطور أثار موجة من الدفاع عن دوروف، ليس فقط من قبل المسؤولين الروس ولكن أيضًا من مالك منصة “إكس” وسياسيين أميركيين آخرين.

في الوقت الذي بادرت فيه الجهات الروسية إلى الدفاع عن دوروف، يرى بعض المحللين والمراقبين أن هذه القضية قد تساهم في تصويره كـ”بطل” ومدافع شرس عن حرية التعبير، الذي يرفض رقابة الحكومات على المحادثات الإلكترونية، كما ورد في صحيفة “الغارديان”.

ومنذ تأسيس “تليغرام” في عام 2013، أكد دوروف مرارًا أن التطبيق يعد ملجأً محايدًا سياسيًا ومستقلًا عن الحكومات، ويعد منصة لحرية التعبير.

حتى عندما كان “تليغرام” يستخدم لنشر مراسلات داعش في عام 2015، أصر دوروف على أن التنظيم سيجد طرقًا أخرى للتواصل إذا لم يكن التطبيق متاحًا.

هذه النزعة نحو التمرد تظهر منذ سنوات شبابه.

يُشير الصحفي الروسي نيكولاي كونونوف، الذي كتب سيرة ذاتية لدوروف، إلى أن دوروف كان متمردًا منذ صغره.

وُلد دوروف في عام 1984 في الاتحاد السوفيتي، ونشأ في عائلة مثقفة ثم أرسل إلى مدرسة ثانوية مرموقة في سان بطرسبرغ.

خلال فترة تعليمه البرمجي، اخترق نظام الكمبيوتر في مدرسته ليعرض صورة للمعلم مع تعليق مسيء، ما أدى إلى عقوبته بالمنع من دخول صالة الكمبيوتر.

في الجامعة، اكتسب سمعة كخبير في الكمبيوتر، وقرر بسرعة إنشاء نسخة روسية من موقع فيسبوك.

عمل مع شقيقه الأكبر نيكولاي، المعروف بمهاراته الرياضية، لتطوير شبكة “فكونتاكتي”، التي أصبحت منصة الشبكات الاجتماعية الرائدة في روسيا والبلدان المجاورة.

أول اختبار حقيقي لالتزام دوروف بحرية التعبير جاء خلال المظاهرات ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 2012، حيث رفض إغلاق المجموعات المعارضة على منصته.

كما عزز سمعته عندما رفض تسليم بيانات المستخدمين الأوكرانيين إلى الكرملين خلال مسيرات ميدان 2013-2014.

ومع فقدانه تدريجياً السيطرة على “فكونتاكتي” لصالح مستثمرين مرتبطين بشركة Mail.ru القريبة من الكرملين، قرر مغادرة روسيا في 2015.

في رسالته عند مغادرته، قال: “منذ كانون الأول 2013، لم أعد أملك أي شيء في روسيا، ولكنني ما زلت أحتفظ بأمر شديد الأهمية، ألا وهو ضميري المرتاح وقيمي التي أتمسك بها”.

احتُجز دوروف يوم السبت الماضي في مطار لو بورجيه ضمن تحقيق قضائي يتعلق بـ12 انتهاكًا جنائيًا مزعومًا تتعلق بتطبيق “تليغرام”.

ويحمل دوروف الجنسية الفرنسية والإماراتية إلى جانب جنسية سانت كيتس ونيفيس، وتقدّر مجلة “فوربس” ثروته بنحو 15.5 مليار دولار.

أثار اعتقاله غضب روسيا، حيث اعتبر المسؤولون الروس أن هذه الخطوة مدفوعة سياسيًا وتدليلًا على ازدواجية معايير الغرب في ما يتعلق بحرية التعبير.

أثارت هذه الاستجابة دهشة منتقدي الكرملين، الذين شهدوا محاولة روسيا في 2018 لحجب “تليغرام”، والتي فشلت، قبل أن تُرفع الحظر في 2020. (العربية)

شارك الخبر:

شارك الخبر: