زيادة 5000 ليرة على سعر ربطة الخبز الأسبوع المقبل والطحين متوافر لأسابيع في الجنوب..
تشغل المخاوف المعيشية بال اللبنانيين في ظلّ الأزمة الاقتصاديّة الحادّة التي لا تزال تُرخي بثقلها على البلاد، لا سيما في ظلّ الأوضاع الميدانيّة المشتعلة في جنوب لبنان، ممّا يُفاقم من تحديات الأمن الغذائي في المرحلة الراهنة.
في هذا الإطار، تظهر مشكلة مخزون الطحين كأحد أبرز التحديات التي تهدد الأمن الغذائي في البلد، بخاصة بعد انتهاء القرض المقدم من البنك الدولي وعدم تجديده، ممّا يُنذر برفع الدعم كليًا عن هذه المادة الأساسية، وبالتالي ارتفاع سعر الخبز.
في هذا الإطار، أشار وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام، اليوم السبت، في حديث لـ “الديار”، إلى أننا “لجأنا في البداية إلى البنك الدولي في مرحلة معينة لأن البلد لا يوجد فيه إهراءات ولا أموال في المصرف المركزي ولا يمكن الحفاظ على استقرار أسعار القمح والطحين، إلا من خلال برنامج شفاف مع البنك الدولي للمحافظة على الكميات ومكافحة التهريب والسرقة”، لافتًا إلى أنه “تم تخفيض الكميات إلى أكثر من النصف”.
واستكمل سلام أنّه “كان من المفترض أن ينتهي قرض البنك الدولي لدعم القمح بعد سنة من إقراره لكنه استمر لسنتين ونصف، لأننا أوقفنا التهريب وحصرنا الكميات، ولأول مرة في تاريخ لبنان تصدر جداول تظهر كميات الطحين التي تاخذها الأفران، و لهذا السبب أقمنا من خلال البرنامج ما يسمى بترشيد الدعم، أي بالتوازي مع الوضع الاقتصادي وارتفاع سعر صرف الدولار رُفِع سعر ربطة الخبز تدريجيًا كي لا يكون تأثير هذا الارتفاع كبيرًا على المواطنين (أي كي لا يرتفع سعرها من 1500 ليرة إلى 50 ألف ليرة دفعة واحدة).
وأشار إلى أن “بعد انتهاء برنامج البنك الدولي ورفع الدعم عن القمح والطحين لن يرتفع سعر ربطة الخبز أكثر من 13 أو 15 الف ليرة”، معتبرًا أن “التهويل برفع الدعم ليس أكثر من مزايدات لغايات شخصية وطمعًا بتحقيق أرباح”.
ولفت سلام، إلى أن “سعر القمح لا يؤثر بشكل كبير في سعر ربطة الخبز كما تؤثر أسعار المازوت والسكر وأكياس النايلون ورواتب الموظفين والعمال، مؤكدًا أن 90% من المواطنين لن يشعروا بارتفاع سعر ربطة الخبز لأننا عملنا على رفعها تدريجيًا بطريقة علمية”، وطمأن أن “لا خوف من انقطاع الخبز”.
من جانبه، أكد رئيس نقابة الأفران والمخابز العربية في بيروت وجبل لبنان ناصر سرور، لـ “الديار”، “أن النقابة وضعت خطة للأفران في الجنوب قبل نحو 10 أشهر لضمان استمرارية توافر الخبز، ويكفي المخزون لأكثر من 20 يومًا، مشيرًا إلى أنّه في حال حدوث حرب شاملة، ستُنقل حصص الطحين من الأفران التي توقفت عن العمل إلى المناطق الآمنة بالتعاون مع وزارة الاقتصاد واللجنة الأمنية”.
وفيما يتعلق بكميات القمح والطحين في لبنان، أوضح أنها تلبي الاحتياجات المحلية لمدة ثلاثة أشهر، وأن المادة متاحة في جميع المطاحن.
هل تلتزم السوبرماركت بالتسعيرة الجديدة؟ يجيب قائلًا: “إن الدعم سيرفع في 10/09/2024، مما سينتج منه زيادة في سعر الربطة بنحو 5000 ليرة لبنانية اعتبارًا من الأسبوع المقبل، لكن بالمقابل سيزيد وزن الحزمة بمقدار 30 غرامًا. وأشار إلى أن الـ 2000 ليرة لبنانية ستخصص لزيادة أجور العمال، التي سترتفع الى 550 دولارا، بعد أن كانت 350. في ضوء هذه المعلومات، يصبح سعر الربطة 65 ألف ليرة كحد أقصى، حسب أسعار القمح والطحين والنيلون والمحروقات وسعر صرف الدولار الحالي”.
كما أوضح “أن تسعيرة الخبز في المحلات ستصل إلى حوالي 75 ل.ل.، حيث يُضاف مبلغ قدره 10 آلاف ليرة كربح للمحل أو السوبرماركت والموزع. أما السعر الأساسي للربطة بعد رفع الدعم فهو 65 ل.ل. في جميع الصالات”.
وفي سياق متصل، كشف سرور لـ “الديار” عن “مسعى من أجل الحصول على هبة من إحدى الدول الشقيقة مثل قطر أو المملكة العربية السعودية أو إيران أو الكويت، لافتًا إلى أن المشاورات مستمرة لفتح أبواب الدعم مع أي دولة ترغب في تقديم مساعدة للبنان”.
وختم: “في حال اندلاع حرب مفتوحة، يتم التواصل بشكل دائم بين وزير الاقتصاد وقوات اليونيفيل لضمان إدخال القمح والطحين إلى البلد”.