وزير العتمة والعيش في الظلمة!
كتب صلاح سلام في “اللواء”:
مسألة الكهرباء أصبحت مرادفة لمأساة العتمة، وهي أشبه بأبريق الزيت مع وزير لا يُحسن إلا إفتعال أزمات الفيول، ويتشاطر آخر النهار بإلقاء المسؤولية على غيره من أهل السلطة والقرار، وكأن إبن الفياض «فرفور ذنبه مغفور»!
المشكلة الراهنة مع العراق، الشقيق الذي مد يد الدعم والمساعدة للبنان، لإنقاذه من غياهب الظلمة التي غرق فيها لأشهر طويلة، بسبب الفشل الذريع لوزير الكهرباء في تجنب الوصول إلى جحيم العتمة، لا مبرر لها، خاصة وأن الأشقاء العراقيين أبدوا حرصاً كبيراً على التعاون، وتسهيل إتفاقات توفير الفيول العراقي لمعامل الكهرباء المتوقفة في لبنان، إلا أن تعثر الوزير في وضع الخطط اللازمة لإنجاح تجربة التعاون مع بغداد، أطاحت بما تبقى من ثقة بإمكانية قيام الدولة الفاشلة بتعهداتها في الإتفاقات المبرمة بين البلدين، خاصة بالنسبة لتسديد الدفعات المالية المستحقة في مواعيدها، ولا حتى بعد أشهر من التأخير غير المبرر، ودون أن يكلف وزير الكهرباء نفسه عناء الإتصال بزميله العراقي وإحاطته علماً بالظروف الإستثنائية التي فرضت التأخر في تسديد المستحقات المالية للجانب العراقي.
لقد سبق لوزارة الكهرباء أن افتعلت أزمة أكثر تعقيداً مع دولة الجزائر الشقيقة، التي أبدت تعاوناً أخوياً لتزويد لبنان ببعض حاجته من الفيول لمحطات الكهرباء، ولكن حالة الفساد والتسيّب السائدة في وزارة الكهرباء، أفسحت المجال للنكايات السياسية في تخريب العلاقة مع الجزائر وشركة النفط الوطنية سوناطراك، بسبب إتهامات بعدم التقيد بالمواصفات المتفق عليها، وما زالت القضية عالقة أمام القضاء اللبناني، وفي مستنقعات السياسة الداخلية الوسخة.
الفضائح المحيطة بوزارة الطاقة ووزير الكهرباء بالذات، تبدأ بالزيادات العشوائية لتسعيرة الكهرباء، وزيادة العشرين بالمئة على التعرفة المرتفعة، بحجة عدم إستقرار سعر الدولار، فضلاً عن المبالغ غير المحقة التي تم إستيفاؤها تحت بند إعادة التأهيل، والتي تسببت بحركة إعتراضية، شعبية ونيابية، أدت إلى تراجع الوزير الفياض عن زيادة العشرين بالمئة على التعرفة الأصلية، فضلاً عن تخفيض مبلغ إعادة التأهيل.
ثمة معلومات بأن رصيد مؤسسة كهرباء لبنان قد وصل إلى حوالي ٣٩ مليون دولار، بعد تحسن الجباية في الأشهر الأخيرة، ولكن وزير الطاقة يصر على التفرد بإبرام صفقات الفيول عن طريق التراضي، ودون مناقصات قانونية، كما ينص قانون الشراء العام، حيث كان مدير عام إدارة الشراء العام، جان العلية بالمرصاد، وأبطل أكثر من صفقة للوزير الفياض.
وآخر فصول الوزير المتعثر دائما أنه زار السراي أمس لتوسيط رئيس الحكومة مع الجانب العراقي، ولكنه تهرّب من حضور جلسة مجلس الوزراء التي ناقشت أزمة الكهرباء، والخطوات الواجب إتخاذها لتجنب عودة العتمة،وإنقطاع التيار الكهربائي في عزِّ الصيف!
عش رجباً ترى عجباً من وزير العتمة الذي يهوى العيش في الظلمة على ما يبدو!