الراعي: عدم انتخاب رئيس للجمهوريّة هو في هذا التقاطع بين هذين الفريقين
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس اختتام اعمال سينودوس الكنيسة المارونية في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي.
بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة قال فيها “إنّا كلبنانيّين نتطلّع إلى وحدتنا الوطنيّة التي تجمعنا في كنف وطن واحد نعتزّ به. فالمؤمنون بلبنان، وهم من جميع الطوائف والمناطق ظنّوا أنّهم أنجزوا مهمّتهم مع إنشاء الدولة وانتزاع الإستقرار وإقرار “إتّفاق الطائف” وتوقّعوا أن تكون المحن والحروب التي مرّت على اللبنانيّين كافية ليستخلصوا العبر ويقتنعوا بكيان لبنان وخصوصيّته وحياده وهوّيته. لكن “الملحدين بلبنان” المؤمنين بمشاريع دينيّة وقوميّة وانفصاليّة، وهم من جميع الطوائف والمناطق أيضًا، شرعوا بتدميره، منذ لحظة تأسيسه، ولم تنفع لديهم كلُّ التنازلات والتسويات السياسيّة والتعديلات الدستوريّة”.
واضاف “إنّ عدم انتخاب رئيس للجمهوريّة هو في هذا التقاطع بين هذين الفريقين. فإذا سلمت النيات اتفقا على رئيس جامع بينهما، إذ لا يمكن ترك لبنان من دون رئيس. فالبلاد لا تتحمّل أي تأخير سياسيًّا واقتصاديًّا وأمنيًّا ودستوريًّا وحياةً لمجلس النوّاب وللحكومة ولجميع مؤسّسات الدولة. فالمطلوب من هذا الرئيس: العمل على أن يتزامن الولاء للبنان مع كونه “وطنًا نهائيًّا لجميع أبنائه”، كما ينصّ الدستور (المقدمّة أ). والعمل على حلّ التباين بين المكوّنات اللبنانيّة حول التاريخ المشترك، إذ يتعذّر الإتفاق على كتاب تاريخ، ولا توجد أمّة بدون كتاب تاريخ. والعمل على مداواة انفصام الشعور بالإنتماء إلى وجدان وطنيّ واحد وقضيّة واحدة ومستقبل واحد. والعمل على وضع حدّ لتفشيّ الولاءات الخارجيّة المناقضة مصلحة لبنان والمتناقضة فيما بينها. والعمل على مداواة إنهيار الدولة اللبنانيّة الجامعة التي هي الإطار الدستوريّ والقانونيّ والمؤسّساتي للأمّة والوطن والكيان”.