واشنطن: عملية عسكرية محدودة في رفح يمكنها القضاء على قادة حماس المتبقين
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر اليوم الأربعاء إن الوزارة لا تعتقد بأن المحادثات بين إسرائيل وحركة حماس بشأن الأسرى قد انتهت.
وأضاف أن واشنطن ترى أن هناك إمكانية لمواصلة السعي لإطلاق سراح الأسرى المحتجزين لدى حماس.
ورداً على سؤال للصحفيين عما إذا كانت عملية عسكرية محدودة في رفح يمكن أن تقضي على ما تبقى من قادة حماس، قال ميلر “نعم”.
ورغم الدعوات لوقف إطلاق النار والضغوط الكبيرة على الجانبين للموافقة على وقف دائم لإطلاق النار، كشفت مصادر أميركية وإسرائيلية، أن الاجتماعات بين وزير الدفاع الإسرائيلي وكبار المسؤولين في البيت الأبيض والبنتاغون، لم تركز حول إيقاف العملية العسكرية الإسرائيلية المخطط لها في جنوب غزة، بل على كيفية حماية المدنيين أثناء بدء العملية.
وكانت اللهجة العملية للمحادثات بمثابة خروج عن الأسابيع السابقة، عندما حذر كبار المسؤولين الأميركيين بصراحة إسرائيل من شن هجوم شامل على رفح حيث لجأ أكثر من مليون نازح فلسطيني هناك في حين تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بتحدٍ بالمضي قدمًا في العملية وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية.
وكانت رفح في قلب الخلاف المتزايد بين الزعماء السياسيين الإسرائيليين والأميركيين.
وتصاعدت هذه التوترات يوم الاثنين عندما ألغى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارة لكبار مساعديه إلى واشنطن لمناقشة المخاوف الأمريكية بشأن الهجوم المخطط له على رفح حيث يتخذها مقاتلو حماس المعقل النهائي.
وجاءت هذه الخطوة المتبادلة ردًا على امتناع الولايات المتحدة عن التصويت على قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار بينما طالب أيضًا بالإفراج عن الرهائن.
لكن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت واصل اجتماعاته في البيت الأبيض والبنتاغون يومي الاثنين والثلاثاء، والتي كانت مقررة مسبقًا.
ويعتبر غالانت جزءاً من حكومة الحرب الإسرائيلية المكونة من ثلاثة أعضاء والتي تضم نتنياهو وبيني غانتس، المنافس السياسي الرئيسي لرئيس الوزراء.
وبينما توترت علاقة الرئيس بايدن مع نتنياهو إلا أن التواصل ما بين وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن وغالانت لا يزال قويا. ومنذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، التقى وزيرا الدفاع عدة مرات وتحدثا عبر الهاتف حوالي 40 مرة.
وفي اجتماعات غالانت المغلقة في واشنطن، بدأت محادثة أكثر واقعية في الظهور، حيث دارت المناقشات حول إجراء عملية تدريجية للحد من الضرر المحتمل الذي قد يلحق بالمدنيين مع ضمان قيام إسرائيل بتفكيك كتائب حماس الأربع في رفح.
وبعد توقف المفاوضات في الدوحة بقطر بشأن وقف مؤقت لإطلاق النار نهاية الأسبوع الماضي، أبلغ مسؤولون إسرائيليون الوسطاء أن إسرائيل قد تطلق عملية في رفح بمجرد انتهاء شهر رمضان في منتصف أبريل تقريبًا إذا فشلت الجهود للتوصل إلى اتفاق، حسبما ذكر مسؤولون مصريون اليوم الأربعاء. وأضاف المسؤولون أن المحادثات قد تستأنف مرة أخرى في القاهرة بنهاية هذا الأسبوع.
وقال مسؤول إسرائيلي رفيع إن إسرائيل لا تزال منفتحة على مواصلة المفاوضات، لكنها ستدرس خيارات أخرى إذا لم يتم تحقيق انفراجة، بما في ذلك شن غزوها على رفح في أقرب وقت ممكن.
وقال المسؤول: “ليس هناك شك في أن العملية العسكرية يمكن أن تساعد”.
ورغم أن العملية العسكرية ليست وشيكة، فإن التحديات هائلة.
ويلجأ نحو 1.4 مليون من سكان غزة إلى رفح، بما في ذلك العديد ممن فروا بالفعل من مناطق أخرى في غزة.
وتعد المدينة أيضًا نقطة دخول رئيسية للمساعدات الإنسانية، ويمكن لأي عملية عسكرية إسرائيلية، إذا لم يتم تصميمها بعناية، أن تحرم المدنيين من المساعدات الحيوية وقد تتسبب بأضرار مدنية كبيرة.
وبينما تبادل غالانت والمسؤولون الأميركيون مفاهيم واسعة حول كيفية تنفيذ عملية رفح، لم يتم بعد توضيح تفاصيل العملية العسكرية الإسرائيلية المخطط لها، مما يترك نقاط خلاف محتملة حول نطاق الخطة العسكرية الإسرائيلية النهائية وعناصرها الرئيسية.