هذا ما يحمله هوكشتاين في جعبته
كتبت منال زعيتر في “اللواء”:
ليست زيارة الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين هذه المرة الى لبنان كسابقاتها.. أوساط قيادية في الثنائي الوطني كشفت بأن هوكشتاين يحمل في جعبته «مشروع تسوية أميركية متكاملة حدوديا وداخليا»، بعدما تبلّغت واشنطن بأن وقف إطلاق النار في غزة ليس هو الشرط الوحيد للبحث في القرار ١٧٠١، بل ان أي تسوية لتطبيق مندرجات هذا القرار يجب أن تمرّ عبر رئاسة الجمهورية وفي دولة متوازنة اقتصاديا وسياسيا، أي بمعنى أوضح لا تسوية ستتم قبل انتخاب رئيس للجمهورية وإبرام تفاهم «سياسي-اقتصادي» شامل لمجمل الوضع اللبناني، في موازاة التزامها بعودة شركة «توتال» الفرنسية للتنقيب والحفر في البلوك ٩، بعد توقفها عن العمل بقرار أميركي واضح.
في التفاصيل، أكدت المصادر ان موضوع إدراج مزارع شبعا ضمن المبادرة الأميركية التي يحملها هوكشتاين لم يحسم بعد، فيما ترددت معلومات موثوقة عن ان مزارع شبعا ستكون ضمنها، بعدما تبلّغ هوكشتاين في اليومين الماضيين بان البحث في تسوية متكاملة يعني التوصل الى حل جذري لموضوع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من بلدة الغجر وكافة نقاط النزاع على الحدود البرية مع فلسطين المحتلة وأهمها النقطة B1 عند راس الناقورة.
وكشفت المصادر عن ان زيارة هوكشتاين يفترض أن تحرك ملف رئاسة الجمهورية، ليس من باب المقايضة بين التسوية الحدودية وانتخاب رئيس للجمهورية، إنما من باب ان التفاهم حول أي تسوية لملف الحدود البرية مع فلسطين المحتلة يجب أن يمرّ عبر رئيس للجمهورية وحكومة مكتملة الصلاحيات… مشيرة الى اننا اليوم في مرحلة التحرير الثاني للبنان بعد التحرير الأول في ٢٥ أيار عام ٢٠٠٠ ولا بد من وجود رئيس لمواكبة هذا النصر.
ولكن عن أي رئيس تتحدّثون؟ أكدت المصادر باننا نريد رئيسا مطمئنا للمقاومة ولا يطعنها في الظهر ولا يتآمر عليها، ونحن سبق ان قلنا بان الوزير سليمان فرنجية يحمل هذه المواصفات وما زال وسيبقى خيارنا الرئاسي الوحيد ونحن مصرّون عليه ومتمسّكون به.
ولكن ماذا عن مواقف القوى الأخرى، وكيف ستؤمّنون انتخابه؟
اكتفت المصادر بالقول بكل ثقة «من يعلم، فربما هناك تغيّر في مواقف بعض القوى في الداخل» في إشارة واضحة الى التيار الوطني الحر، ولا سيما ان هناك معلومات عن موافقة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل على انتخاب فرنجية رئيسا للجمهورية، دون الكشف عن تفاصيل التسوية التي يجري التفاوض حولها بين باسيل وحزب الله.
ولكن، الحديث عن لبنان في اليوم التالي بعد انتهاء الحرب على غزة يرتبط وفقا للمصادر بشكل مباشر بما يمكن أن يؤكده هوكشتاين لجهة مصير الحرب في غزة والخطة الأميركية لإنهائها هناك، أو بمعنى أوضح، فان أي سيناريو للحل أبلغه هوكشتاين للوسطاء وأرسله لبيروت قبل مجيئه لن يتم بحثه، إلّا إذا أُبلغت الجهات اللبنانية بكل صراحة عن إشارات إيجابية حول غزة وإنهاء العدوان الإسرائيلي عليها، وبالتالي «إذا سارت الأمور في غزة نحو الحل وإنهاء العدوان، فان لبنان قد يفتح باب التفاوض والحلول حول مشروع التسوية الأميركية، وإلّا فان كل الأبواب ستبقى مغلقة ولن يتم الرد على أي طرح لا أميركي ولا غيره» نقطة على أول السطر…
وبالتالي، واعتمادا على كلام المصادر الموثوق فان هوكشتاين ملزما بوحدة المسار والمصير مع غزة إذا كانت واشنطن تخشى التصعيد وتريد الحل، قبل أن تدخل في تفاصيل التسوية الشاملة والنهائية لتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وحل النقاط البرية العالقة مع فلسطين المحتلة.