من هم قادة “حماس” الثلاثة في غزة الذين تسعى إسرائيل لقتلهم؟
الانباء الكويتية
علق وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ملصقا على جدار مكتبه في تل أبيب في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر الماضي الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية حماس على بلدات غلاف غزة، يحمل صورا لمئات من قادة الجماعة الفلسطينية مرتبين في شكل هرمي. وفي أسفل الملصق صور لقادة ميدانيين صغار تابعين لحركة حماس، وفي أعلاه صور القيادة العليا بمن في ذلك محمد الضيف العقل المدبر لعملية «طوفان الأقصى». وطبع هذا الملصق بأعداد كبيرة ووضعت علامة «إكس» على وجوه القادة الذين لقوا حتفهم.
لكن الرجال الثلاثة الذين يتصدرون قائمة المطلوبين لدى إسرائيل ما زالوا طلقاء، وهم: محمد الضيف قائد كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لـ «حماس»، والقائد الثاني في «الكتائب» مروان عيسى، ورئيس حماس في غزة يحيى السنوار.
ويشكل السنوار (61 عاما) بالإضافة إلى الضيف وعيسى (كلاهما 58 عاما) مجلسا عسكريا سريا مكونا من ثلاثة رجال على رأس «حماس». وهذا المجلس هو الذي خطط ونفذ هجوم السابع من أكتوبر.
وتقول ثلاثة مصادر من «حماس» إن القادة الثلاثة يديرون العمليات العسكرية للحركة ويقودون المفاوضات في اتفاق التبادل ربما من المخابئ الموجودة أسفل القطاع. وقالت ثلاثة مصادر بارزة في المنطقة إن قتل الرجال الثلاثة أو أسرهم قد يكون مهمة طويلة وشاقة، لكنه قد يشير إلى أن إسرائيل ستتحول من الحرب الشاملة إلى شن عمليات أقل ضراوة.
وقال خبيران عسكريان إن قتل السنوار والضيف وعيسى سيسمح لإسرائيل بالإعلان عن تحقيق نصر رمزي مهم، لكن تحقيق هذا الهدف سيتطلب وقتا طويلا وتكلفة باهظة، مع عدم وجود ضمانات لنجاحها فيه.
محاولات اغتيال فاشلة
نجا قادة «حماس» الثلاثة من عمليات إسرائيلية كثيرة لاغتيالهم. ويعيش محمد الضيف تحديدا في الظل بعد نجاته من سبع محاولات اغتيال قبل عام 2021، مما كلفه فقدان عين وتسبب في إصابة خطيرة في ساقه.
وقتلت غارة جوية إسرائيلية عام 2014 زوجته وابنته البالغة من العمر ثلاث سنوات وابنه البالغ من العمر سبعة أشهر. وتتكهن مصادر إسرائيلية وفلسطينية أن الرجال الثلاثة يختبئون في الأنفاق تحت القطاع، لكن خمسة مصادر مقربة تقول إنهم قد يكونون في أي مكان داخل غزة.
وقالت مصادر في «حماس» إن السنوار الذي ظهر كثيرا في السابق في تجمعات عامة، على عكس الضيف وعيسى، لم يعد يستخدم أي أجهزة إلكترونية خوفا من أن يتتبع الإسرائيليون الإشارة.
رجل الظل
وقالت مصادر من «حماس» إن عيسى، المعروف باسم «رجل الظل»، ربما يكون الأقل شهرة بين الثلاثة، لكنه شارك في اتخاذ عدد من قرارات حماس المهمة في السنوات القليلة الماضية، وسيحل محل أي منهما في حال الاعتقال أوالقتل.
وقد أمضى الرجال الثلاثة سنوات في السجون الإسرائيلية، وقضى السنوار 22 عاما بعد سجنه عام 1988 لاتهامه بخطف وقتل جنديين إسرائيليين وقتل أربعة متعاونين فلسطينيين.
وكان السنوار الأبرز بين 1027 سجينا فلسطينيا أطلقت إسرائيل سراحهم عام 2011 مقابل إطلاق سراح أحد جنودها، وهو جلعاد شاليط الذي أسرته حماس في غارة عبر الحدود قبل خمس سنوات.
ومثل الضيف، لم تكن ملامح وجه عيسى معروفة للجمهور حتى عام 2011 حين ظهر في صورة جماعية التقطت خلال عملية مبادلة المعتقلين بشاليط التي ساعد في تنظيمها.
وكان جيرهارد كونراد، وسيط وكالة الاستخبارات الألمانية (بي.إن.دي) بين عامي 2009 و2011، من بين عدد قليل من الأشخاص الذين التقوا عيسى أثناء التفاوض على صفقة مبادلة السجناء بشاليط. وقال كونراد لقناة «الجزيرة» التلفزيونية «لقد كان محللا شديد التدقيق وهذا هو انطباعي عنه. كان يحفظ الملفات عن ظهر قلب».
وقتلت إسرائيل قادة من حماس في الماضي ومن بينهم مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين وزعيمها السابق عبدالعزيز الرنتيسي الذي اغتيل في غارة جوية عام 2004.