هدنة غزة تدخل حيز التنفيذ.. تبادل أسرى ودخول مساعدات
بعد 47 يوماً من العمليات العسكرية، دخلت الهدنة الإنسانية حيّز التنفيذ في قطاع غزة.
وأفادت مراسلة “العربية/الحدث”، بأن الطيران الإسرائيلي ابتعد عن سماء غزة تدريجيا منذ بدء وقف النار.
كما أكدت إطلاق صفارات الإنذار في مستوطنات غلاف غزة، على الرغم من سريان الهدنة.
هدنة لـ4 أيام
وبدأت الهدنة صباح الجمعة على أن يليها إفراج عن دفعة أولى من الأسرى المدنيّين لدى حركة حماس بعد الظهر، على ما أعلنت قطر الخميس، بينما أكّدت حماس مبادلة أسرى إسرائيليّين بأسرى فلسطينيّين.
ودخلت حيّز التنفيذ في تمام السابعة صباح الجمعة (05,00 ت غ)، على أن يتم تسليم دفعة أولى من الأسرى المدنيين من قطاع غزة في تمام الرابعة مساء (14,00 ت غ) من يوم الجمعة.
في حين سيكون عدد المفرج عنهم 13 هم نساء وأطفال، كما سيضم عددا من المدنيين المُفرج عنهم، ليصل الإجمالي إلى 50 على مدى 4 أيام.
كذلك سيتم من خلال أيام الهدنة جمع المعلومات حول بقية الأسرى للنظر في إمكانية أن يكون هناك أعداد أكبر يتم الإفراج عنهم وبالتالي تمديد هذه الهدنة.
وكانت كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة حماس)، أكدت أن الهدنة تدخل حيز التنفيذ في تمام الساعة 7 صباحاً، مشيرةً إلى أنّها تسري لمدة 4 أيام تبدأ من صباح يوم الجمعة، يرافقها وقف جميع الأعمال العسكريّة من الجانبين.
وأكدت أنه سيتم خلال هذه الفترة الإفراج عن 50 أسيراً إسرائيليا من النساء والأطفال دون الــ19 عاماً، ويُفرج مقابل كل واحد منهم عن 3 أسرى فلسطينيّين من النساء والأطفال.
أما في إسرائيل، فقد أعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بيان استلام قائمة أسماء أولية للمختطفين، مضيفا أن الجهات المختصة تفحص تفاصيل القائمة وتتواصل في هذه الأثناء مع جميع عائلات الأسرى.
وفجر الجمعة، قال مصدر أمني مصري اليوم الجمعة، إن وفداً أمنياً مصرياً يصل إلى القدس ورام الله، بهدف تسلّم الأسرى الفلسطينيين المحررين، ومراقبة الالتزام بقائمة الأسماء التي قدمتها الحكومة الإسرائيلية للوسطاء ووافقت عليها حماس.
وأضاف أنه سوف يتواجد في الصالة المصرية في معبر رفح، عدد من المسؤولين الأمنيين الإسرائيليّن برفقة مسؤولين أمنيين مصريّين وممثلين للهلال الأحمر المصري والصليب الأحمر، لتسلم الأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم من غزة، ثم يتم نقلهم عبر مطار العريش الدولي، على متن طائرة خاصة، إلى إسرائيل، وفقا لوكالة “فرانس برس “.
قصف متواصل
أما ميدانيا، تواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة موقعا عشرات الضحايا ومعظمهم نساء وأطفال، إلى أن أعلن بدء الهدنة.
وقبل نحو ساعتين من دخولها حيز التنفيذ، اقتحم الجيش الإسرائيلي المستشفى الإندونيسي وسط إطلاق للنار وقتل امرأة مصابة وأصاب 3 من الجرحى الذين يعالجون بالمستشفى، وهم في إصابة خطيرة، واعتقل 3 مصابين آخرين، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية.
وفي مساء الخميس، قتل 27 شخصا على الأقل وأصيب 93 في غارة على مدرسة تابعة للأمم المتحدة في مخيم جباليا الأكبر في قطاع غزة ويقع في شماله، حسب مصدر طبي في مستشفى العودة في جباليا.
7 تشرين الاول
يذكر أن المجتمع الدولي كان رحب الأربعاء بالتوصل إلى هدنة مقابل الإفراج عن الأسرى.
وأشادت الأمم المتحدة بالاتفاق لكنها قالت إنه “لا يزال ينبغي القيام بالكثير”.
في حين تطلع سكان غزة الذين نزح قرابة 1,7 مليون منهم من أصل 2,4 مليون بسبب الحرب، إلى الهدنة في ظل صعوبة تأمين مأكل ومياه وملبس للشتاء.
واعتبر كثير من المنظمات غير الحكومية أن 4 أيام لا تكفي لإدخال المساعدة المطلوبة، داعية إلى وقف للنار.
كما رأت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” كاثرين راسل الأربعاء أمام مجلس الأمن أن قطاع غزة بات “المكان الأخطر في العالم بالنسبة إلى الأطفال”.
وكانت حركة حماس شنت في السابع من أكتوبر هجوماً مباغتاً تسلل خلاله عناصرها إلى قواعد عسكرية إسرائيلية عبر السياج الفاصل، وهاجموا مستوطنات حدودية في غلاف غزة، أدى حسب إسرائيل إلى مقتل نحو 1200 شخص. كما اتخذت الحركة في الهجوم 240 رهينة، بينهم أجانب، اقتادتهم إلى داخل غزة.
فيما ترد إسرائيل منذ ذلك الحين بقصف مكثف على القطاع وعملية برية بوشرت في 27 أكتوبر، ما أسفر حتى الآن عن مقتل 14854 شخصاً، غالبيتهم مدنيون، وفق وزارة الصحة في غزة.