ما الإسعافات الأولية عند التعرض للفوسفور الأبيض؟
د. أسامة أبو الرُّب
الفوسفور الأبيض مادة تستخدم لأغراض عسكرية في القنابل اليدوية وقذائف المدفعية بغرض الإضاءة وتوليد ستار من الدخان وكمادة حارقة، فما الإسعافات الأولية عند التعرض له؟
والفوسفور الأبيض (ويُسمى أحيانا بالأصفر) مادة صلبة شمعية تتراوح ما بين اللونين الأبيض والأصفر، ولها رائحة تشبه رائحة الثوم، وذلك وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
ويشتعل الفوسفور الأبيض تلقائيا في الهواء عند درجات حرارة أعلى من 30 درجة مئوية، ويستمر في الاحتراق حتى يتأكسد بالكامل أو حتى يُمنع عنه الأكسجين. وينتج عن حرق الفوسفور دخان كثيف أبيض اللون ومهيّج يحتوي على خليط من أكاسيد الفوسفور.
تأثير قنابل الفوسفور الأبيض على صحة الإنسان
أضرار الفوسفور الأبيض
الفوسفور الأبيض مضر أيا كانت طرق التعرض له. ويمكن امتصاصه بكميات سامة بفعل الابتلاع أو انكشاف الجلد. والدخان الناتج عن حرق الفوسفور ضار أيضا بالعينين والجهاز التنفسي، إذ تتحلل أكاسيد الفوسفور في الرطوبة إلى أحماض الفوسفوريك. وقد يتأخر ظهور التأثيرات لمدة تصل إلى 24 ساعة بعد التعرُّض.
اضطرابات القلب
في حالات التعرض الشديدة، يمكن أن تشمل التأثيرات المتأخرة اضطرابات القلب والأوعية والانهيار القلبي الوعائي، بالإضافة إلى تلف الكلى والكبد وانخفاض مستوى الوعي والغيبوبة. وقد تحدث الوفاة بسبب الصدمة أو الفشل الكبدي أو الكُلوي أو تلف الجهاز العصبي المركزي أو عضلة القلب، وذلك وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
حروق الجلد
قد يسبب التعرُض للفوسفور الأبيض حروقا شديدة، وتكون الحروق مؤلمة للغاية وتنتج عن مزيج من الإصابات الحرارية والكيميائية. وقد تبدو المناطق المصابة من الجلد المكشوف باللون الأصفر.
والفوسفور الأبيض قابل للذوبان بدرجة عالية في الدهون. وبالتالي، فإنه قد يخترق الأنسجة التحتية مما يؤدي إلى حروق عميقة بطيئة الالتئام، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وقد تبدأ جزيئات الفوسفور الأبيض التي اخترقت الجلد في الاحتراق عند فتح الجرح وتعريضه للهواء. ويمكن رؤية الدخان الأبيض الناتج عن حرق الفوسفور ينبعث من الجروح.
العين
قد تسبب جزيئات الفوسفور الأبيض حروقا وانثقابا في القرنية. وقد يسبب التعرض للدخان الناتج عن حرق الفوسفور تهيج العينين، وتشنج الجفن، ورهاب الضوء، والتدمع، والتهاب الملتحمة.
التنفس
قد يتسبب الدخان الناتج عن حرق الفوسفور في تهيج الجهاز التنفسي العلوي، والسعال، والصداع، وتأخر ظهور الوذمة الرئوية.
كيف تتصرف عند التعرض للفوسفور الأبيض؟
ووفقا لـ”المراكز الأميركية للتحكم بالأمراض والوقاية” (Centers for Disease Control and Prevention) فإن العلاج الأولي داعم في المقام الأول. وفي حالات تعرض الجلد أو العين يشمل ذلك الإزالة الفورية لجزيئات الفوسفور الأبيض المحترقة من عيون أو جلد الضحية. وفي حالة تلوث الجلد أو العينين بالفوسفور الأبيض، غطّيها بقطعة قماش مبللة باردة لتجنب إعادة الاشتعال.
ولا يوجد “ترياق” (antidote) لسمية الفوسفور الأبيض.
الإسعافات عند تعرض العين للفوسفور الأبيض
أخرج الضحية على الفور من مصدر التعرض.
اغسل العيون على الفور بكميات كبيرة من الماء البارد لمدة 15 دقيقة على الأقل.
حافظ على العيون المكشوفة مغطاة بكمادات مبللة لمنع جزيئات الفوسفور الأبيض من “الاشتعال مرة أخرى” (re-igniting).
تجنب استخدام المراهم الدهنية أو الزيتية التي قد تزيد من امتصاص الفوسفور الأبيض.
ضع في اعتبارك وضع “حماية للعين” (eye cage)؛ لمنع الضغط المباشر على مقلة العين.
اطلب العناية الطبية على الفور.
الإسعافات عند استنشاق الفوسفور الأبيض
أخرج الضحية على الفور من مصدر التعرض.
قيّمْ وظيفة الجهاز التنفسي والنبض.
تأكد من أن الضحية لديه مجرى هوائي غير مسدود.
إذا حدث ضيق في التنفس أو كان التنفس صعبا (ضيق التنفس)، قم بإعطاء الأكسجين.
إذا توقف التنفس (انقطاع النفس)، وفّر التنفس الاصطناعي.
راقب الضحية بحثا عن علامات على تأثيرات الجسم بالكامل، وقم بإدارة علاج الأعراض حسب الضرورة.
اطلب العناية الطبية على الفور.
الإسعافات عند تعرض الجلد للفوسفور الأبيض
أخرج الضحية على الفور من مصدر التعرض.
اغمر مناطق الجلد المصاب بالماء البارد أو غطّيها بضمادات مبللة في جميع الأوقات.
الغسل القوي بالماء البارد هو أفضل طريقة لإزالة الفوسفور الأبيض الموجود في الجلد.
أزل الجزيئات المرئية من الفوسفور الأبيض أثناء الغسيل بكميات كبيرة من الماء البارد أو أثناء غمر المنطقة بالماء البارد.
يعد استخدام الماء البارد أمرا بالغ الأهمية، ولكن يجب أيضا توخي الحذر لحماية الضحية من انخفاض درجة حرارة الجسم.
تجنب استخدام المراهم الدهنية أو الزيتية التي قد تزيد من امتصاص الفوسفور الأبيض.
راقب الضحية بحثا عن علامات على آثار على الجسم بالكامل.
اطلب العناية الطبية على الفور.
نصائح عامة عند التعامل مع ضحايا الفوسفور الأبيض
تقول منظمة الصحة العالمية إنه ينبغي إبعاد المريض عن منطقة التعرض، ثم إزالة ملابسه وأمتعته الشخصية بعناية، مع مراعاة أن الملابس الملوثة يمكن أن تشتعل أو يتجدد اشتعالها؛ ولذلك، يجب وضع الأشياء الملوثة في حاوية قابلة للإغلاق مملوءة بالماء ووسمها بوضوح على أنها مواد خطرة. وينبغي شطف الجلد وغسله بالماء البارد وإبقاء المناطق المكشوفة مبللة.
إذا تعرضت العينان للفوسفور الأبيض أو الدخان الناتج عن استخدام الفوسفور الأبيض، فينبغي أولا غسل العينين بكمية وفيرة من الماء أو محلول ملحي تركيزه 0.9% مدة 10-15 دقيقة (مع إزالة العدسات اللاصقة إذا كان من الممكن فعل ذلك بسهولة). واستخدام مخدر موضعي سوف يقلل من تشنج الجفن ويساعد على الغسل، إلا أنه لا ينبغي تأخير الغسل إذا لم يكون المخدر متاحا.
وإذا كانت هناك جزيئات من الفوسفور في العين، فينبغي قلب الجفون وإزالة الجزيئات مع الاستمرار في الغسل. وينبغي وضع الجزيئات المُزالة تحت الماء في وعاء، مع إجراء فحص كامل للعينين وإحالة المصاب بشكل عاجل إلى طبيب العيون إذا كان هناك دليل على الإصابة.
المصدر : الجزيرة + وكالات + منظمة الصحة العالمية + وكالة الأناضول