تغيير مصادر الكربوهيدرات قد يُساعد على منع زيادة الوزن
أظهرت دراسة جديدة في الولايات المتحدة أن تجنّب زيادة الوزن في منتصف العمر لا يتطلّب نظاما غذائيا صارما.
فقد لاحظ الباحثون عند تحليل بيانات 137 ألف شخص شاركوا في الدراسة، زيادة أقل في الوزن لدى أولئك الذين يعتمدون في غذائهم على الحبوب الكاملة والفواكه والخضار غير النشوية، ويستهلكون الحبوب المكرّرة والخضار النشوية، والمشروبات السكرية بكميات قليلة.
وقال أستاذ علم الأوبئة والتغذية في جامعة هارفارد والتر ويليت: “إن جودة الكربوهيدرات في النظام الغذائي أهم من كميتها، مشيرا إلى أن السكر ليس هو العامل الوحيد في زيادة الوزن بل هناك عامل أكثر تأثيرا وهو النشاء المتواجد في الأطعمة النشوية مثل الخبز الأبيض، والخضار النشوية مثل البازيلا والذرة والبطاطا”.
وأضاف ويليت أن هذه الدراسة بحثت في زيادة الوزن على المدى الطويل، وأظهرت أبحاث سابقة أن جودة الكربوهيدرات مرتبطة بتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب وبعض أنواع السرطان.
كما وجدت الدراسة زيادة أقل في الوزن لدى الأشخاص الذين تجنّبوا:
– الأطعمة المصنّعة من الحبوب المكرّرة وخصوصاً منتجات الدقيق الأبيض.
– الخضار النشوية.
– الأرز الأبيض.
– المشروبات السكرية.
إذ تسبّب هذه الأطعمة ارتفاع السكر في الدم، فعندما يأكل الشخص البطاطا يتم امتصاص النشاء بسرعة، مما يسبب ارتفاعا في نسبة السكر بالدم، يؤدي إلى إنتاج المزيد من الدهون وتخزينها بالإضافة إلى أن العديد من الأطعمة النشوية فقير بالألياف.
ونصح ويليت الناس بتناول المزيد من الفواكه الكاملة وتجنّب عصير الفواكه لعدم غناه بالألياف، وتناول الخضار غير النشوية مثل السبانخ والبروكلي والجزر واللفت، والحبوب الكاملة مثل خبز القمح الكامل ومعكرونة الحبوب الكاملة ودقيق الشوفان بالإضافة إلى الفشار والكينوا والشعير والفارو.
ونوّه إلى أن السكريات والنشويات في هذه الأطعمة تستغرق وقتاً أطول لامتصاصها من قبل الجسم وتأثيرها على نسبة السكر في الدم أقل، وبالتالي تؤدي إلى إنتاج وتخزين كميات أقل من الدهون.
وتراوحت أعمار المشاركين في الدراسة بين 40-60 عاما، والذين لا يعانون من الأمراض المزمنة كالسكري أو السرطان أو أمراض القلب، وتمت متابعتهم على مدى عقدين.
واستبعد الباحثون الأشخاص فوق 60 عاما لأن فقدان الوزن في هذه المرحلة العمرية قد يكون مرتبط بالشيخوخة.
وخلال الدراسة، طلب من المشاركين ملء استبيان يقيم النظام الغذائي كل أربع سنوات، وأظهرت النتائج أن استهلاك 3.5 أونصة من النشاء ما يعادل 6 شرائح من الخبز الأبيض أو كوبين من الأرز الأبيض يوميا، أدى إلى زيادة في الوزن بمقدار 3.3 رطل كل أربع سنوات، واستهلاك علبتين أو ثلاث من المشروبات السكرية بزيادة في الوزن بمقدار 1.9 رطل خلال الفترة الزمنية عينها، بينما أدت إضافة ثلث أونصة من الألياف وحوالى أربع شرائح من الخبز متعددة الحبوب بزيادة وزن أقل بمقدار 1.7 رطل.
وظهرت النتائج بشكل أسرع على الأشخاص الذين يُعانون من زيادة في الوزن أو السمنة مقارنة بأولئك الذين يتمتعون بوزن طبيعي.