كيف توفّيت الطفلة لين طالب؟
كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:
لا يزال الغموض يلفّ قضية وفاة الطفلة لين عمر طالب (6 سنوات) من قرية سفينة القيطع في عكار، والتي كانت بحسب أهلها في زيارة والدتها في المنية في أيام العيد، علماً أنّ والدتها انفصلت عن والدها قبل مدّة، ودائماً بحسب رواية أهل الزوج.
شغلت القضية الرأي العام في اليومين الأخيرين بعدما أصدر آل طالب بياناً أفاد بأنّ «العائلة حضرت إلى المستشفى الحكومي في المنية على أساس أنّ والدتها وعد بو خليل قد وضعتها هناك للمعالجة، ولدى سؤالنا في المستشفى لم نجد الأم نهائياً، وقد علمنا بأنّها نقلت الطفلة إلى المستشفى الحكومي في المنية ظهراً، حيث حوّلها طبيب الطوارئ إلى طبيب أطفال أفاد بضرورة إدخالها إلى المستشفى فوراً، إلا أنّ الأم أخرجتها من المستشفى وعادت بها الساعة السابعة والنصف متوفية». ويضيف أهل الطفلة لجهة الأب أنّ أحد الطبيبين الشرعيين اللذين كشفا على الطفلة ويدعى سامي الأحدب أخبرهم أنّها تعرّضت لنزيف جرّاء اعتداء جنسي، وهي كانت قبل ذلك بحالة جيدة وشاهدها، أحد أقرباء الأب، مع أمها قبل عيد الأضحى بيوم في طرابلس وكانت بصحّة جيدة، وسألها: ألا تريدين الذهاب إلى والدك؟ فأجابته: سأبقى مع أمي».
وكلّفت وزارة الصحة فريقاً طبياً بإجراء التحقيقات اللازمة في الحادثة، وسيطلع الوزير فراس الأبيض الرأي العام على نتائج التحقيقات فور صدورها. وتحدثت جدّة الطفلة سلام طالب لـ»نداء الوطن» فأكّدت أنّ الطفلة لين «في بيت والدتها من أول أيام عيد الأضحى، مرّة قالوا إنهّا توفّيت بحادث سير ومرّة بارتفاع في الحرارة، لكنّ الطبيب الشرعي أبلغنا أنّ البنت تعرّضت لاعتداء جنسي»، وحمّلت الأم المسؤولية لأنّها أهملت البنت، وطالبت نوّاب المنطقة بـ»الوقوف مع هذه القضية لإظهار الحق ومعاقبة الفاعل».
في المقابل، أصدرت عائلة شاويش بو خليل، أقرباء الطفلة لجهة الأم، بياناً رفضت فيه اتهام الوالدة، وقالت: «ننتظر التحقيقات وكلّ ما يقال عن إهمال الأم للطفلة هو أمر عار من الصحة، لأنّ الأم أخذت الطفلة 3 مرّات إلى الطبيب والمستشفى، ولم يكن هناك أي نزيف، كما يدّعي أهل والدها». وأبلغ أقارب الوالدة «نداء الوطن» أنّ «الطفلة أُدخلت طوارئ مستشفى المنية الحكومي لأنّها كانت تعاني ارتفاعاً في الحرارة ما استلزم إدخالها المستشفى في حال لم تستجب للعلاج بالأدوية، وهذا ما حصل، وقد فارقت الحياة لهذا السبب».
«نداء الوطن» وفي اتصالٍ بالطبيب الشرعي سامي الأحدب لاستيضاح الأمر، قال إنّه تحدّث عن شكوك، ولم يجزم بهذه المسألة. وأضاف: «هناك تحقيقات أمنية وتحقيقات تجريها وزارة الصحة في الملفّ وهي التي ستبيّن الحقيقة، وعلى الجميع انتظار نتائجها قبل إطلاق الأحكام النهائية والمسبقة في هذه المسألة».
وشيّعت قرية سفينة القيطع في عكار الطفلة لين إلى مثواها الأخير بعد استلام جثتها من مستشفى المنية الحكومي. تجدر الإشارة إلى أنّ القوى الأمنية أوقفت الأب والأم رهن التحقيق على خلفية الحادثة، ووفق المعلومات أخلي سبيل الإثنين منذ ليل السبت – الأحد على أن يعاود التحقيق معهما مرة ثانية.