قوى الأمن تكشف: كيف نفّذ عامل “الديليفري” عملية إطلاق النار على السفارة الأميركية؟
بعد أيام على توقيف مطلق النار على السفارة الأميركية، ليل الإثنين، كشفت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ملابسات هذه العملية، من التخطيط إلى التنفيذ.
وجاء في بيان لقوى الأمن: “ليل تاريخ 20/09/2023، وفي محلة عوكر، أقدم شخص مجهول الهوية على إطلاق النار على مبنى السفارة الأميركيّة والفرار الى جهة مجهولة. على الفور، وبناء لتوجيهات المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، بدأت شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي بإجراءاتها الاستعلاميّة والفنيّة والتقنيّة لكشف ملابسات هذه الحادثة الخطيرة، وشُكّلت خلية عمل تضم كافة القطعات المختصة فيها.
وبنتيجة الجهود الاستثنائية التي قامت بها الشعبة على مدى خمسة أيام متواصلة، تمكنت من تحديد هوية الفاعل وتوقيفه بتاريخ 25/09/2023 بعملية نوعية خاطفة في الضاحية الجنوبية لبيروت -منطقة الكفاءات، ويُدعى: م. م. خ. (مواليد عام 1997، لبناني) وتم ضبط دراجته الآليّة والحقيبة الخاصة بإحدى شركات التوصيل، وبندقية الكلاشنكوف المستخدمة في إطلاق النار على مبنى السفارة الاميركية”.
وأضاف البيان: “بالتحقيق معه، اعترف بقيامه بإطلاق العيارات النارية باتجاه حائط مبنى السفارة الأميركية في محلة عوكر ليل تاريخ 20/09/2023، وإن سبب اقدامه على ذلك يعود الى حادثة حصلت معه أمام السفارة الأميركية منذ حوالي الشهرين حين كان يقوم بتوصيل طلبية طعام بصفته سائق لدى إحدى شركات التوصيل، وبوصوله إلى مدخل السفارة المذكورة تعرض لإهانة من قبل أحد عناصر الامن، فقام بتسليم الطلبية وغادر وقرر الانتقام من هذه الإهانة. ولهذه الغاية، وخلال متابعته لعمله في توصيل الطلبيات الى محلة عوكر قام برصد واستطلاع طريق داخلية يصل من خلالها الى مبنى السفارة من دون اجتياز الحاجز الامني.
وبتاريخ 20/09/2023 وحوالي الساعة /22،00/، أحضر بندقية كلاشينكوف من منزله وبداخلها ممشط يحتوي على /30/ طلقة نارية قام بإخفائها داخل غلاف مخصّص لها ووضعه داخل حقيبة قماشية مخصصّة لنقل وإيصال طلبيات الطعام على متن دراجته الآليّة، ووضع قبّعة قماشية على رأسه وتوجّه مباشرةً إلى عوكر بمفرده، وسلك الطريق الداخلية التي تجنّبه اجتياز الحاجز الامني حيث ركن دراجته أمام أحد المباني السكنية المجاورة لها، وتوجّه سيراً على الأقدام باتجاه المدخل الرئيسي للسفارة وبحوزته بندقية الكلاشنكوف موضوعة داخل غلاف مخصّص لها، وقام بإخراج البندقية المذكورة بسرعة، وأطلق أعيرة نارية عدّة باتجاه حائط مبنى السفارة، ولاذ بالفرار متّجهًا نحو منزله”.
وبحسب البيان، فقد اعترف مطلق النار “أنّه في خلال العام /2021/ كان متواجدًا في بولندا للاستحصال على اللجوء فيها، وأثناء تواجده هناك حصل إشكال بينه وبين أحد الضبّاط البولنديّين فأقدم على ضربه بعد أن وجّه له الإهانة، ممّا أدّى إلى ترحيله إلى لبنان. وعند عودته، طلب إنجاز جواز سفر جديد من المديريّة العامّة للأمن العام، وبسبب تمنّعها عن ذلك حسبما أفاد، قام بإطلاق النار على مبنى المديرية العامة للأمن العام في العدليّة ثلاث مرات بتواريخ 05/11/2022، و28/11/2022، و09/12/2022.
وتم الاستحصال من الشركة التي يعمل لديها على جميع البيانات المتعلقة بعمله، ومن خلال التدقيق فيها تبين انه بتاريخ 19/07/2023، كان مكلّفًا بإيصال طلبية من أحد المطاعم في محلة جل الديب الى مدخل السفارة الاميركية عند الساعة 22،41، وهو مطابق لما ورد في إفادته.
وبنتيجة المقارنة التي اجريت على السلاح المضبوط مع المظاريف التي ضبطت في محيط مبنى السفارة الأميركية، والمظاريف التي تم ضبطها في حوادث إطلاق النار على مبنى المديرية العامة للأمن العام جاءت النتيجة مطابقة. وأجري المقتضى القانوني بحقه، وأودع مع المضبوطات المرجع المختص بناء على إشارة القضاء المختصّ”.