“باربي بوتكس” إجراء تجميلي يجتاح “تيك توك”.. والأطبّاء يحذّرون من عواقبه

كان بارزا مؤخرا التهافت الكبير من قبل شباب وشابات في العشرينيات من العمر، على اجراء ما يعرف بـ “باربي بوتكس”. وهذا الفعل التجميلي اكتسح وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا وأصبح من أشهر “التراندات”، وبشكل خاص على “تيك توك”، وذلك بالتزامن مع اصدار فيلم “باربي”.

بالموازاة، حذر أطباء من العواقب السيئة مستقبلا لهذا العمل، كونه يعتمد على سمّ حيوي للحصول على مظهر يشبه “باربي”، وهذا قد يؤدي الى حدوث مقاومة داخل الجسم، وبالتالي يعرقل الاستخدامات الطبية لهذه المادة.

ما هو “باربي بوتكس”؟

تجميليا، فإن هذا الاجراء يستخدم السموم العصبية مثل: Botox Cosmetics او Dysport اوXeomin او Jeauvea اوDaxxify للتقليل من التشنجات المفرطة، والتقلص في العضلة شبه المنحرفة العلوية.

اما مصطلح “باربي بوتكس” فقد جاء نتيجة لاسترخاء الاكتاف واستطالة الرقبة، وهذه علامات تدل على مقاييس الجمال العالمية للمرأة تحديدا، بحيث يصبح الجزء العلوي من الجسم أنحف وشبيها بجسم دمية “باربي”. وبحسب الخبراء هذا يعتبر مضللا، لان الغاية من هذا الصنع، هي علاج تشنج العضلة شبه المنحرفة.

وفي هذا السياق، اوضحت الدكتورة المتخصصة في الطب التجميلي غادة قصير لـ “الديار”، ان “استخدام “البوتكس” غير محصور في الامور التجميلية، بل يوظف في علاجات طبية أخرى، وهذا الجانب لا يعرف عنه كثر من الناس، لان السمعة الملاصقة للبوتكس هي تجميلية، لذلك فهو يستخدم في علاج فرط التعرق والتشنجات وسواها”، مشيرة الى أن المنطقة التي يتم علاجها بـ “ترند” “بوتكس باربي” هي مناطق الرقبة والكتفين، ويجري الحقن في هذه العضلات للحصول على عنق أطول يشبه عنق باربي، وكتفين مشدودين الى الخلف مشابهين تماما للدمية”، لافتة الى “ان هذا “الترند” انتشر كالنار في الهشيم، وهو في الأصل علاج قديم وليس فعلا مستحدثا، وكان يستخدم لتخفيف الاوجاع، ومن ضمنها علاج الصداع النصفي”.

واشارت قصير “الى ان المناطق التي تظهر في “الترند” هي حساسة، لذلك أي حقن يحصل في أسفل الوجه، اي من منطقة ما تحت العينين نزولا، فإن الاجراء يعتبر خطرا، لان عمل هذه العضلات هو وظيفي حركي. فمثلا يتم الحقن في منطقة الفكّين للتخفيف من الكز على الاسنان، فإذا حدث أي خطأ فإن المريض يُحرم من الضحك وحتى الاكل، كذلك الامر بالنسبة للعنق”.

ولفت الخبراء الى ان الخضوع لإجراء “باربي بوتكس” يتطلب استخدام 80 وحدة من “البوتكس”، بحيث يتم حقن 40 وحدة في كل جانب من عضلة الكتف شبه المنحرفة، والنتائج تبدأ بالظهور بعد أسبوعين تقريبا من الحقن. وفي حال ثبت عدم فعالية هذا الفعل، فغالبا ما يتجه الناس الى علاجات عصبية معتمدة من إدارة الغذاء والدواء لعلاج التشنج. ف “باربي” لديها زاوية 90 درجة بين رقبتها وكتفها، وهذا يشبه قليلا اجراء “باربي بوتكس”، ومن هنا جاءت التسمية”.

وفي سياق متصل، قالت مدربة اليوغا مايا كايد لـ “الديار” ان “الأشخاص الذين لا يعانون من الاوجاع، لكنهم يرغبون في الحصول على استرخاء أكبر للرقبة والكتفين، فاليوغا حل جيد لتخفيف انقباض العضلة شبه المنحرفة”. اضافت: “ترند باربي بوتكس” كان انتشر على “تيك توك” بشكل سريع، واكتسب شهرة واسعة بين الافراد الذين يتطلعون الى الحصول على مظهر رقبة نحيفة وممدودة على نسق “باربي”، لذلك يمكن للفرد ان يحصل على هذه النتيجة من خلال ممارسة التمارين الرياضية، خاصة تلك المرتبطة برياضات التمدد التي تحسّن نمط الحياة”.

وتابعت: “العديد من الأشخاص يعانون من اكتاف مشدودة بسبب العمل على الحاسوب، والأنشطة التي تتطلب فترات طويلة من التوتر واستخدام الرقبة والكتفين، لذلك فإن الرياضة التأملية علاج سحري لكل هذه الاعراض والاوجاع”.

أطباء تجميليون أشاروا الى ان “بوتكس باربي” شأنه شأن “البوتكس” الموجود في عيادات التجميل، لذلك فان حقنه مؤقت ويدوم من 3 الى 4 أشهر فقط. كما يؤدي الحقن المنتظم الى ضمور العضلات بسبب قلة الاستخدام، مما يقلل من كميات العلاجات العصبية اللازمة للعلاجات اللاحقة. وفي السياق، يؤكد الأطباء ان هذا الاجراء قابل للعكس تماما، مما يسمح للعضلة باستعادة حجمها الأصلي مع الاستخدام المنتظم للعضلة.
الجدير ذكره في هذا الإطار، ان “تراب بوتكس” فعل تجميلي قد يحتوي على مخاطر محتملة، وتشمل بعض الآثار الجانبية الشائعة: كدمات، تورم واحمرار وأيضا حساسية. وقد يعاني البعض من ضعف مؤقت في العضلات، لذلك يعتبر هذا العمل ليس ملائما للجميع، كما لا ينصح الأطباء باستخدام “البوتكس” لأي شخص يقل عمره عن 21 عاما، الا مع بعض الاستثناءات للعلاج الطبي.

بالإشارة، الى ان التصريح بالحقن لأغراض تجميلية مقتصر فقط على الإجراءات التي تجري في الوجه، مما يجعل استخدام الحقن في العضلة شبه المنحرفة غير ملائم طبياً.