عوده دعا إلى منع اطلاق الرصاص في المناسبات ومعاقبة من يقوم به: انحلال أخلاقي وتخلف وعنف
اشار متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده، في عظته خلال القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس، الى ان “العودة عن الخطأ فضيلة. هذا هو سر التوبة والاعتراف الذي يعيد الخاطئ إلى أحضان الرب. القديسون لم يولدوا أبرارا، بل كانوا بشرا خاطئين، لكنهم عاشوا التوبة الحقيقية فتألهوا وأصبحوا شفعاء لنا وأمثلة نحتذي بها”.
ولفت عوده الى ان “الطفلة نايا حنا البريئة التي كانت تلهو في ملعب مدرستها فارقت الحياة لأن إنسانا عديم المسؤولية والأخلاق ارتأى أن يطلق النار إما ابتهاجا أو غضبا أو حزنا. هل هكذا يعبر الإنسان عن فرحه أو حزنه أو غضبه؟ وهل موت إنسان بريء يشفي غليله ويخفف معاناته؟ إطلاق الرصاص في المناسبات وكلما شاء أحدهم التعبير عن حالة ما هو عمل مرفوض ومدان، وعلى السلطات المختصة اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع هذه الظاهرة ومعاقبة كل من يقوم بها. إن الطفلة نايا ضحية للإجرام واللامسؤولية. وهي ليست الضحية الأولى أو الوحيدة. لقد أصيب أبرياء كثيرون، ومنهم من فارق الحياة. متى يكف اللبنانيون عن استعمال السلاح عشوائيا؟ متى ستضبط الأحزاب عناصرها؟ ومتى ستضطلع الأجهزة الأمنية بدورها كاملا؟ ومتى سيحكم القضاء قبضته على كل من تسول له نفسه استرخاص حياة الأبرياء؟ أين القانون وهيبة القضاء؟ أين الدولة من هذا الفلتان؟ وأين العدالة من هذه الفوضى المستشرية؟ إنه انحلال أخلاقي يستهين بكل شيء حتى الحياة. إنه عنف مجاني لا ينفع أحدا وتخلف ما بعده تخلف”.
واكد ان “دعوتنا اليوم أن نعود إلى ذواتنا، ونكون صادقين مع أنفسنا، أمناء لخالقنا، لا نساهم في صلب المسيح مجددا، بل نعيش فرح القيامة والخلاص. لهذا، علينا أن نقرأ الكتاب المقدس، ونعيد قراءته، لكي تبقى كلمة الله مغروسة في قلوبنا ونفوسنا وأذهاننا، فنتقدس، ونقدس الخليقة، ولا نكون كالكرامين القتلة الذين أعماهم طمعهم وشهواتهم وغرائزهم فغاصوا في الخطيئة ولم يتوبوا فنالوا جزاءهم”.