هل خرج البرهان بلا عودة إلى الخرطوم؟
تساءلت دوائر سودانية عما إذا كان انتقال رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان إلى بورتسودان مؤشرا على خروج بلا عودة إلى الخرطوم، في ظل سيطرة قوات الدعم السريع على أغلب مواقع الجيش في العاصمة وصعوبة المغامرة بالعودة إليها مجددا.
ويتزامن ذلك مع إفادة وسائل إعلام محلية بأن انتقال البرهان إلى شرق السودان جاء تمهيدا للقيام بجولة خارجية تشمل مصر والسعودية وإثيوبيا، للتشاور قبل التوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار بعيدا عن مناورات قيادات النظام السابق التي حجبت عنه الوضع العسكري الميداني الحرج وأغرته بإمكانية تحقيق نصر سريع.
وقد يتحول الأمر إلى هروب نهائي وبلا عودة إلى الخرطوم لتفكيك جانب من العقد السياسية في الحرب، مع تداول معلومات أمنية تفيد بأن البرهان خرج من قبوه وذهب إلى بورتسودان تحت مظلة قوات أميركية شبيهة بتلك التي أخرجت دبلوماسيين ورعايا أميركيين من الخرطوم إلى بورتسودان بعد اندلاع الحرب.
ولفتت مصادر سودانية عديدة إلى وجود طبخة سياسية يتم الترتيب لها مع البرهان مباشرة، بموجبها يضمن الرجل خروجا آمنا من السلطة والورطة التي وقع فيها عند التوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار وتهيئة الأجواء لاستئناف العملية السياسية قريبا وتسليم السلطة إلى حكومة مدنية وتقويض نفوذ القيادات الموالية للإسلاميين في الجيش.
ورجحت مصادر سودانية أن يكون قائد الجيش غير مرتاح لتحركات فلول البشير العلنية ومشاركة كتائب الظل الإسلامية بشكل سافر، لأنها أساءت إليه سياسيا وعسكريا، وأفقدته مصداقيته عند قوى إقليمية دافعت عنه كرمز للمؤسسة العسكرية وليس ستارا لطامحين للعودة إلى السلطة. (العرب)