منصوري طلب مساندة مالية سعودية للقوى الأمنية والعسكرية
كتبت “النهار”: اللافت في مجريات المشهد السياسي والمالي في ظل الحقبة التي تلي نهاية ولاية الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة انه بعد ايام من لقاء حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري السفير السعودي في لبنان وليد بخاري، وجه الاخير دعوة لمنصوري لزيارة المملكة العربية السعودية في الاسبوع الأول من شهر ايلول المقبل. وفيما لم يفصح عن جدول اعمال الزيارة، قالت مصادر مواكبة لـ”النهار” أن منصوري طلب في لقائه مع بخاري مساندة مالية للقوى الامنية والعسكرية، وانه لو لم يكن ثمة استعداد من الجانب السعودي للمؤازرة والدعم لما كانت الدعوة وجهت اليه لزيارة المملكة ناهيك عن البحث معه في التفاصيل المالية والنقدية.
وكشف مصدر سياسي مطلع لـ«الديار» ان قريبا سيحصل تحرك قضائي جدي وكبير للانطلاق بالتحقيق من التدقيق الجنائي دون استثناء احد، اي دون اي استنسابية، لتتم لاحقا محاسبة المخالفين للقانون بعد بروز نتائج التحقيق.
وكتبت غادة حلاوي في “نداء الوطن”: كان لافتاً إعلان زيارة منصوري السعودية مطلع أيلول المقبل، فالمملكة التي أقفلت أبوابها ولم توجّه دعوات إلى أي من المسؤولين في مجالي المال والسياسة، تستعد لاستقبال حاكم مصرف لبنان بالإنابة، وتُعدّ له جدول أعمال يتضمّن لقاءات اقتصادية. وما يدعو إلى التساؤل: هل السعودية في صدد فتح أبواب المساعدات الاقتصادية مجدداً أمام لبنان كرسالة دعم للحاكم الجديد وخطواته التي حظيت بدعم داخلي ومن المجتمع الدولي، وأولاها اعتماد مبدأ الشفافية في التعامل ووقف مزاريب الهدر؟ أكثر من مغزى يمكن أن يصبّ في معنى الدعوة السعودية لمنصوري. هو يمثل اعترافاً سعودياً بحاكمية منصوري واعادة الانفتاح على المؤسسات اللبنانية. وقد تكون للسعودية رغبة في الإستفسار منه حول مصير المصارف ومستقبل مصرف لبنان، ومسألة اندماج المصارف، خصوصاً أنّ في لبنان الكثير من المصارف ذات رؤوس أموال سعودية مشاركة فيها، أو الإستفسار عن أموال السعوديين في المصارف اللبنانية. ويندرج في سياقها أيضاً الإنفتاح على النخب الشيعية الجديدة. فالحاكم بالإنابة وان كان تعيّن بالمحاصصة، لكن له حيثيته وموقعه المستقل وقراراته، ومن بينها رفض تمويل الدولة بالطريقة التي كانت متّبعة. يقول مقربون من منصوري إنه تحرر من سياسات الحاكم السابق، وهو يعتزم عقد مؤتمر صحافي قريباً يصارح فيه الرأي العام بالخطوات التي حقّقها منذ يومه الأول في تحمل المسؤولية. ويمكن القول إنّ السعودية باستقباله طوت صفحة رياض سلامة وسلّمت بحاكمية منصوري، والزيارة وإن كانت لمجرد التعارف فهي كفيلة بفتح مرحلة جديدة أرادت المملكة أن تثبت وجودها خلالها في الإقتصاد، كما في السياسة.